الصحافة _ كندا
ما زال الغموض يخيّم على مصير الاجتماع الذي كان من المفترض أن تعقده الأغلبية الحكومية مطلع هذا الأسبوع، وسط تضارب في الروايات بين مكونات التحالف الثلاثي (الأحرار، البام، الاستقلال). فبين من يؤكد انعقاد اللقاء ومن ينفي علمه به، تتكشف ملامح ارتباك سياسي داخل بيت الأغلبية، في لحظة دقيقة تعيش فيها البلاد على إيقاع احتجاجات “جيل زيد” التي أعادت الشارع إلى قلب النقاش السياسي.
مصادر متطابقة كشفت أن لا بلاغ صدر عن الاجتماع، ولا صور رسمية وُزعت على الصحافة، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول مدى استمرار التنسيق بين أطراف التحالف، خصوصًا بعد أن وعد الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، خلال ظهوره في برنامج “نكونو واضحين” على القناة الثانية، بانعقاد اجتماع حاسم للأغلبية “لتدارس تدابير اجتماعية مستعجلة سيكون لها أثر مباشر على المواطنين”. لكن، وبعد مرور أيام، لم يظهر أي أثر لهذا الاجتماع الموعود.
غياب الوضوح الرسمي لا يمكن قراءته بمعزل عن الأزمة الصامتة التي تعيشها مكونات الحكومة منذ أسابيع، مع تزايد الانتقادات الشعبية وتباين مواقف الوزراء داخل التحالف.
فتصريحات نزار بركة الأخيرة، التي حاول من خلالها تقديم نفسه كـ“فاعل حزبي” أكثر منه “وزير حكومي”، فجّرت جدلاً داخل دواليب الأغلبية، بينما يسود فتور واضح بين الأحرار والبام بسبب حسابات سياسية واستحقاقات تلوح في الأفق.
وبينما ينتظر الرأي العام بلاغًا واضحًا من الأغلبية لطمأنة المواطنين وتوحيد الخطاب، يزداد الصمت الرسمي ثقلاً، ما يُعزّز الانطباع بأن حكومة أخنوش تفقد تدريجيًا تماسكها الداخلي.
ففي الوقت الذي تتسع فيه رقعة الغضب الاجتماعي، يبدو أن التنسيق بين مكونات التحالف صار هو الآخر بحاجة إلى “وساطة عاجلة” قبل أن تتفكك الخيوط الأخيرة التي تمسك ما تبقى من “كتلة الأغلبية”.