الصحافة _ كندا
يحيي المغرب ذكرى عيد الاستقلال باعتبارها محطة وطنية بارزة في مسار تشييد الدولة الحديثة، وفرصة لاستحضار الدور المحوري الذي اضطلعت به المؤسستان العسكرية والأمنية منذ اللحظات الأولى لقيام الدولة المستقلة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في صون الوحدة الوطنية وحماية السيادة.
ويُبرز الاحتفاء بهذه المناسبة مكانة القوات المسلحة الملكية وأسرة الأمن الوطني في ترسيخ مقومات السيادة والاستقرار، حيث شكّل تأسيس الجيش المغربي خطوة حاسمة مباشرة بعد الاستقلال، تلتها إحداث المديرية العامة للأمن الوطني، ما وضع اللبنات الأولى لمنظومة الدفاع والأمن الوطني. وقد حملت هذه المؤسسات على عاتقها مهمة حماية التراب الوطني، وواكبت مختلف مراحل بناء الدولة وتنميتها.
وتشير المعطيات التاريخية إلى أن تشكيل النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية جاء من خلال دمج ضباط تلقّوا تكويناً عسكرياً حديثاً إلى جانب عناصر من جيش التحرير، مع التأكيد منذ البداية على أن مهمة الجيش هي الدفاع عن الوطن والابتعاد عن التجاذبات السياسية. وفي السياق ذاته، أسندت للمؤسسة الأمنية مهمة ضمان الأمن الداخلي اعتماداً على أطر محلية راكمت التجربة خلال فترة الحماية، إضافة إلى دمج عناصر من المقاومة.
وتواصل المؤسستان العسكرية والأمنية اليوم، تحت القيادة السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أداء مهامهما الدستورية بروح عالية من الانضباط والتفاني، مساهمتين في تعزيز الأمن والاستقرار ومواكبة المشاريع التنموية الكبرى.
ويؤكد هذا المسار الممتد لسبعة عقود أن الأجهزة العسكرية والأمنية ليست مجرد مؤسسات وظيفية، بل مكوّن استراتيجي في هندسة الدولة المغربية الحديثة. ومع استمرار التحديات الإقليمية والدولية، يظل المغرب معتمداً على منظومة دفاعية وأمنية قوية شكّلت على الدوام أحد أعمدة حماية المكتسبات الوطنية ودعامة لمسار التنمية والازدهار.














