الصحافة _ كندا
عاد محمد غياث، الرئيس السابق للفريق النيابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رسمياً إلى المكتب السياسي للحزب، وذلك خلال اجتماع عقد مساء الجمعة برئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحزب، وسط أجواء وصفها مقربون من الاجتماع بـ”الهادئة والواضحة في رسائلها السياسية والتنظيمية”.
وتأتي عودة غياث، الذي سبق أن بصم على حضور لافت داخل البرلمان خلال بداية الولاية التشريعية، في توقيت سياسي حساس، حيث تستعد مكونات التحالف الحكومي لترتيب صفوفها تحضيراً للاستحقاقات المقبلة. وقد اعتُبرت هذه العودة بمثابة “رسالة مزدوجة”: داخلية للحزب من أجل تعزيز الكفاءات التنظيمية، وخارجية موجهة لحلفاء الحزب في الحكومة، خصوصاً في ظل التوترات الخفية التي يعرفها التنسيق الثلاثي بين الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال.
وتزامنت هذه العودة اللافتة مع خطوة موازية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، تمثّلت في إرجاع القيادي المثير للجدل هشام المهاجري إلى المكتب السياسي للحزب، رغم التحفظات الداخلية التي عبّرت عنها بعض القيادات الرافضة لهذا القرار. ويُعرف المهاجري بمواقفه المنتقدة لعدد من وزراء الحكومة، خصوصاً المنتمين إلى حزب الأحرار.
ويرى متابعون أن التوازي في استرجاع أسماء مثيرة للجدل أو ذات ثقل تنظيمي داخل الحزبين يُعبّر عن تحولات صامتة في التحالف الحزبي القائم، كما يُمهّد لإعادة رسم خريطة التوازنات داخل الأغلبية، خصوصاً في أفق الانتخابات المقبلة.
ويُراهن “الأحرار”، من خلال استعادة محمد غياث، على تعزيز الرصيد البرلماني والتنظيمي للحزب، فيما يجد حزب الأصالة والمعاصرة نفسه أمام تحدي احتواء الاحتقان الداخلي الذي تسبب فيه قرار إعادة المهاجري.
ويُنتظر أن تُسفر هذه التحركات عن إعادة ترتيب الأدوار داخل مكونات الأغلبية الحكومية، في وقت تتكثف فيه النقاشات داخل الأحزاب الكبرى بشأن تحيين تحالفاتها وبرامجها تحسباً لسنة انتخابية مفصلية في المشهد السياسي المغربي.