عقول مغربية “عاهرة” تصف متطوعات بلجيكيات ب “العهر” بسبب لباسهن

7 أغسطس 2019
عقول مغربية “عاهرة” تصف متطوعات بلجيكيات ب “العهر” بسبب لباسهن

الصحافة _ مونتريال

بقلم عبدالرحمان عدراوي

 

اثارت صور لشباب قادم من اوروبا يقوم بأعمال بناء وصيانة في إحدى الدواوير بالمغرب، موجة من الاحتجاج على منصات التواصل الاجتماعي، طالت الشابات البلجيكيات بسبب لياسهن.

العقول المتنورة تناقش حجم أهمية العمل التطوعي الذي تقوم به شابات في مقتبل العمر، غادرن بلادهن في وقت العطلة الدراسية، وبدل الاستمتاع في شواطئ بلدانهن، فضلن المجيء إلى المغرب، لفك العزلة عن دوار من بين آلاف الدواوير المغربية التي تعيش في القرون الوسطى، بسبب الفقر وغياب كل المرافق الاجتماعية، والادارية…

اما العقول العاهرة في المغرب، فلم تجد أي حرج في تسليط الضوء على لباس الفتيات، واتهامهن بأبشع التهم، وذلك بسبب القمصان التي يرتدين.

وفي تدوينة على صفحته في فيسبوك، قال الناشط محمد قنديل، القاضي السابق بالمغرب، “في النهار فقهاء، وبالليل تسهرون على المواقع الاباحية”.

اللاعنون للفتيات البلجيكيات، لم يقلق مضجعهم الاستغلال الجنسي البشع للأطفال بالمغرب، ولا الوضع الكارثي للامن في شوارع المغرب، ولا الديون التي أغرقت المغرب، ولا طغيان بعض المسؤولين وفسادهم في المغرب.. كل ما أثار انتباهم هو ساق بنت غربية، وذراعها.

شوارع المغرب ممتلئة عن آخرها بشتى أنواع اللباس العصري الذي قد لا تجده حتى في الدول الغربية، وشواطئ المغرب تعج بالفتياة والنساء، ودور الدعارة منتشرة في مختلف أنحاء المغرب، لكن ما أثار انتباه فقهاء الغفلة، هو الاحسان، هو الإيثار، هي مبادىء الإنسانية التي لم يتربى عليها أغلب المغاربة، وانا واحد منهم.

ما أغضب أصحاب العقول العاهرة، هي تلك القيم الغائبة عن سلوكاتنا اليومية، هو التفوق الذي تميز به غيرها، ولم ندركه، وبدل الاقتداء بهم، نسلط عليهم السنتنا الخبيثة، ونخرج ما بصدورنا المريضة.

نحن شعب مريض، وتلزمنا رقية جماعية، حتى نطرد عنا الاسقام التي تلازم حركاتنا وسكناتنا، فنحب انفسنا، ونحب الآخرين، مهما اختلفنا معهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق