الصحافة _ الرباط
في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار المراقبين إلى التعديل الوزاري المرتقب، شهد مقرّ حزب الحركة الشعبية، يوم أمس الأحد وهو أحد أحزاب التحالف الحكومي، اشتباكاً سالت فيه الدماء، بحضور أمينه العام امحند العنصر الذي هرب من اجتماع المجلس الوطني لشبيبة حزبه، وسط سقوط إصابات بسبب التراشق بالكراسي وتبادل الضرب، وهو الأمر الذي انتهى بتدخّل الشرطة وتوقيف بعض الأشخاص.
ووقعت هذه الأحداث خلال افتتاح اجتماع للمجلس الوطني لشبيبة الحزب، حيث فاجأ أشخاص غاضبون، ممن يقولون إنّه فساد، وتهميش يطاولهم داخل الحزب، المنظمين بتقدّمهم نحو المنصة حيث كان يجلس الأمين العام للحزب، مثيرين جلبة وضوضاء أوقفت أشغال الاجتماع.
وسيتم اللجوء إلى المحكمة الإدارية لاسقاط لائحة أعضاء المكتب التنفيذي لشبيبة الحزب المنتخبة يوم أمس الاحد بالرباط في جو مشحون عرف مناوشات وضرب ودماء.
وأضحى امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي يوصف بـ”الزعيم الخالد” والذي ترأس الحزب لأكثر من 20 سنة، يعيش أسوأ أيامه، بعدما تطور الصراع الداخلي إلى حرب دموية، خصوصا مع وجود تحركات لبعض قياديي الحزب الذين يسعون خلال إجتماع المكتب السياسي المقبل للمطالبة بإستقالته، وتفويض أمور تسيير الحزب للجنة مصغرة في أفق تنظيم مؤتمر استثنائي سيتم خلاله إنتخاب قيادة جديدة.
وتخلى حزب الحركة الشعبية عن دوره في تأطير المواطنين وضبط وتأطير علاقات الفئات الاجتماعية مع الدولة، وأضحى خارج الزمن، بسبب تحول الصراع داخل من صراع الأفكار إلى صراع حول التسابق من أجل الوصول لمكان قد يمنح بعض الشباب مواقع في الدواوين الوزارية مع ميلاد الحكومة الجديدة، والإدارات العمومية.