صرخة كل جزائري

23 يونيو 2019
صرخة كل جزائري

عبد الغني الموساوي

صرخة كل جزائري… تتنحاو قاع..
صرخة كل جزائري.. كل مغاربي.. كل عربي في وجه المفسدين…. تتنحاو قاع..
الثامنة وعشرون دقيقة صباحا
يوم الثاني والعشرين من فيفري
يوم مبارك مجيد..
أخرج من منزلي مسرعا..
أحمل بيدي علما وبقلبي وطنا..
مع كل صرخة.. تحلق عصافير الحلم .. تترمم وتتسع أقفاص الأمل بداخلي..
يااااااو تتنحاو قاع..
عبارة بألف نص وكلمة.. شعار بألف لافتة…
أعيدوا لنا وطننا.. وارحلوا إلى أوطانكم العفنة..
خذوا كلماتكم.. خطاباتكم وانصرفوا..
خذوا وجوهكم.. خذوا أقنعتكم وغادروا شاشات منازلنا..
سئمنا تهريجكم كل مرة.. سئمنا المسرحيات والتمثيليات الفاشلة..
نحن لا نحتاج إلى دروس في الخيانة.. فكتب التاريخ تعج بأمثالكم..
لا مزيد من الإستغباء..
كفاكم استبدادا …كفاكم سخرية من هذا الشعب الأبي..
تتنحاو قاع…
أنظر إلى خريطة الوطن.. إلى كل تلك المساحة..
وأتساءل: كيف استطاعوا أن يتخلوا عن هكذا وطن..
كيف وأين تمت الصفقة؟
مزاد فرنسي علني.. قدمت فيه الفطائر الجزائرية المحشوة بالغاز الطبيعي، وعصير البترول بالمجان
بثمن بخس باعوه يا أبي..
كنا نعرف يا بني.. ولكنهم أخرسوا أفواهنا طوال سنوات مضت..
فلا تقف بطرقهم.. ابتعد يا بني ولا تعبث معهم..
أصمت.. ولا تتدخل بسياساتهم..
أصمت ..!؟
أ أصمت ..أ نصمت ..و الوضع يتطلب الكثير من الصراخ ؟
لن أصمت ولن نصمت..
أنت لا تذكر العشرية السوداء يا بني
العشرية السوداء…؟! هههههه، عشرية كنا نحن السواد فيها..
نصفق للخطابات ونصدق الأكاذيب دون استثناء..
حدثني عن ذئب مات بين الخراف بتلك الفترة يا أبي..
كان الشعب ضحية كل تجربة قاموا بها.. فتبا لهم..
لن أتوقف اليوم يا أبي.. حتى ولو افتعلوا عشريات وعشريات سوداء.. حمراء.. أو رمادية.. لا تهمنا الالوان
سنكون الأحمر.. الاسود.. او اي لون بها..
كم سيموت منا.. كم سيقتلون…؟
مليون.. ثلاثة.. خمسة.. لابد من التضحية إن كانت أهدافنا عظيمة..
موت أهون من عيش تحت أقدامهم المتسخة السوداء..
يجب أن نقدم تضحيات.. لطرد بعض الذئاب من هذا الوطن..
قولا واحدا يا ابي..
يتنحاو قاع…
نحن جيل اليوم.. جيل جديد، حتى وإن أنكر البعض علينا ذلك، جعلوا منا ضائعين..
مفقودين.. غرباء بأوطاننا..
نحن الجيل الذي سيغير المفاهيم.. وإن لم يؤمن البعض بقدراتنا، بمواهبنا..
فنحن نؤمن بما نحن قادرين على فعله..
جيل المستحيلات يا سادة..
إني أخاف عليك يا بني..
الموت..
ههههه و متى جعلونا نحس بأننا على قيد الحياة..
أجسادنا هائمة ..لم تعد تتحملها الجدران ..و لا الكراسي بالمقاهي يا أبي..
تغيرنا اليوم..
ولم نعد نخشى الموت.. إن كان لموتنا دور في بناء الوطن
سنكون الصخور إن تطلب الأمر..
سنكون الإسمنت.. والرمل.. بين بلاطاته..
سنكون سواعده.. ربيعه والأضواء التي تنير شوارعه..
ستكون جثثنا بترابه سمادا للأشجار.. والزهور ببقاعه..
سنكون كل شيء به..
اسمه.. حروفه.. وكل الألوان فوق رايته..
سنكون أو لا نكون.. ولن نبقى في نظرهم مجرد أعداد بهذا الكون..
فقط.. فليغادروا…
يتنحاو قاع..
شباب طموح.. قتلتم بداخلنا كل ذرة حلم.. كل طموح..
لم نعد نحلم اليوم الا بثورة تغيير او رحيل دون عودة..
مثل فئران التجارب طبقتم علينا كل تجاربكم الشنيعة..
فتبا لكم… وتبا لتلك الأيادي التي تحرككم..
سياسات فرنسية واخرى صهيونية.. أبدعتم في ممارستها على هذا الشعب..
تلاشت عروبتنا في محاولاتكم لطمس هويتنا ولغتنا.. فأصبح التحدث بالفرنسية تطورا..
فشكرا لكم على كل هذا الإنجاز..
لزمنا الصمت وطال صمتنا..
ظنوا أننا لن نتكلم..
لم نولد لنصمت أيها الأحمق..
تحدثنا بالنهاية..
حين تحدثنا.. حين خرجنا إلى الشارع..
لم يصدقوا…
كنا براكين متفجرة.. شعلة موقدة.. تأبى أن تنطفئ
ولكننا لم نحرق شيئا.. مثلما توقعوا
اخترناها سلمية
وهم أرادوا العكس
زمن العشريات انتهى.. زمن السواد لم يعد كذلك
أضأنا الوطن اليوم بأصواتنا.. وسنغير مصيرنا بأيدينا
أوراقكم الرثة لم تعد صالحة لهذا الزمن
نحن بالقرن الواحد والعشرين.. ابحث لك عن مكيدة أخرى
لم نعد نحتاج إلى لصوص يعلمون أطفالنا مبادئ السرقة
نحن نحتاج إلى جلاد، يجلد ويقطع يد كل لص بهذا الوطن
سئمنا الهامش.. نريد أن نكون بالسطور الأولى لقصيدة الوطن
نحن أبناءه.. نحن قطع من تركيبته العجيبة.. نحن الساحل، نحن التل والصخر والرمل.. نحن الجرح ونحن الشفاء
نحن الداء…. ونحن الدواء
تتنحاو قاع

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق