الصحافة _ كندا
بدأت ثماني شركات إسبانية تنتمي لجهة فالنسيا أولى خطواتها نحو تعزيز حضورها في السوق المغربي، مستغلة الحركية الاقتصادية اللافتة التي تعرفها المملكة استعدادًا لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030. وتشمل هذه الشركات فاعلين في قطاعات البناء، الإضاءة، النسيج، والأثاث، حيث تراهن على تموقع استراتيجي في مشاريع المغرب الكبرى.
ووفق تقرير حديث لموقع “Vozpópuli” الإسباني، فإن هذه الشركات تشارك ضمن بعثة تجارية تنظمها مؤسسة Ivace+i Internacional، الذراع الدولي لحكومة فالنسيا، بهدف خلق جسور شراكة مع فاعلين مغاربة في ميادين التصميم والهندسة والتطوير العقاري. المبادرة تأتي في سياق اهتمام متزايد من طرف إسبانيا، وخاصة جهة فالنسيا، بالسوق المغربي الذي يواصل تسجيل مؤشرات نمو إيجابية على مستوى الاستثمار في البنيات التحتية.
التقرير أبرز أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد تحولات بنيوية كبيرة في المغرب، بفعل تسارع المشاريع المرتبطة بالملاعب والمطارات والطرق والموانئ. وتتصدر المشاريع الكبرى المطروحة أمام المستثمرين الإسبان، الطريق السيار الجديد بين “تيط مليل” و”برشيد” بثلاثة مسارات في كل اتجاه، ومشروع توسعة الطريق السيار الرابط بين الرباط والدار البيضاء باستثمارات تناهز 4 مليارات يورو.
في السياق نفسه، تتسابق المقاولات الإسبانية على رصد تطورات مشروع الربط النفق البحري بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، المزمع تخصيصه لقطارات الشحن والركاب، والذي من شأنه أن يُحدث ثورة في النقل بين الضفتين.
وإلى جانب الطرق والملاعب، تتجه الأنظار أيضًا إلى الموانئ المغربية، التي تعرف توسعات مهمة، لا سيما في الدار البيضاء، طنجة، أكادير، القنيطرة، آسفي، والجديدة، إضافة إلى تحديث شامل يشمل سبعة مطارات كبرى من بينها الدار البيضاء، مراكش، طنجة، وأكادير.
من جانبها، أكدت “إيستر أوليفاس”، المديرة العامة لريادة الأعمال والتدويل، أن المغرب يُمثل اليوم “فرصة استراتيجية لا يمكن تجاهلها”، مبرزة أن اختيار المملكة كأحد البلدان المنظمة لكأس العالم 2030 خلق دينامية جديدة تفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات الفالنسية الطامحة للتوسع في شمال إفريقيا.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن التوقعات الاقتصادية للمغرب خلال 2025 تبقى واعدة، مع معدل نمو مرجّح أن يتجاوز 3%، وهو ما يعزز جاذبية المملكة كشريك استثماري استراتيجي بالنسبة للشركات الإسبانية، وخاصة تلك التي ترى في المغرب بوابة نحو القارة الإفريقية.