الصحافة _ الرباط
صاحب الجلالة الملك محمد الســادس ،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بمناسبة عيد الشباب، عيد الأمل و الطموح، نرفع إلى جلالتكم هذه المناشدة ونحن على يقين بأن قلوبكم رحيمة وصدوركم واسعة تتسع لكل أبناء هذا الوطن العزيز. إننا شبابٌ مغربيٌ طموحٌ، عشقنا مهنة التعليم وكرسنا سنوات من حياتنا للدراسة والتحصيل العلمي، وراودنا حلمٌ واحدٌ مشترك، وهو أن نكون جزءًا من مستقبل هذا البلد من خلال التعليم والتربية. ولكن، وكم كانت صدمتنا كبيرة، عندما وجدنا أنفسنا مقصيين من اجتياز مباراة التعليم بسبب الشروط المجحفة التي فرضت تسقيف السن والانتقاء بشكل غير عادل.
إننا نعاني من واقع مرير تتجلى مظاهره في ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الشباب، كما أكدته تقارير المندوبية السامية للتخطيط. حيث أنَّ البطالة التي يعاني منها الشباب اليوم ليست نتيجة لضعف الكفاءة أو قلة الرغبة في العمل، بل هي نتيجة مباشرة لهذه الشروط التعسفية التي تُفرض عليهم. فشبابنا لم يكتفوا فقط بالحصول على الشواهد الجامعية، بل سعوا جاهدين لاكتساب الخبرة العملية من خلال العمل في المدارس الخاصة، هذا الجهد المضاعف ساهم في زيادة كفاءتهم وجعلهم أكثر استعدادًا لتحمل مسؤولية التعليم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ومع ذلك، تُغلق الأبواب في وجوههم بسبب هذه الشروط غير الدستورية و القانونية، التي لا تنصفهم ولا تعكس قدراتهم الحقيقية.
إننا نؤمن بأن التعليم حق لكل مواطن مغربي يتميز بالكفاءة والاستحقاق، والمبدأ الأساسي الذي يجب أن تُبنى عليه مباريات التوظيف هو الاستحقاق من خلال امتحانات كتابية وشفوية عادلة وشفافة، حيث تقوم اللجنة المختصة بتقييم المترشحين بناءً على معايير الجودة والكفاءة الحقيقية، فلا يجب أن تكون هذه المعايير مرتكزة على شروط عشوائية تُقصي الآلاف من خيرة شباب الوطن وتغلق أمامهم باب الأمل في خدمة وطنهم .
صاحب الجلالة،
إننا نناشد قلبكم الكبير أن تتفضلوا بالنظر في هذا القرار الذي يحرم فئة واسعة من الشباب، الحاملين للشواهد الجامعية، من تحقيق حقهم المشروع في خدمة بلدهم ومجتمعهم عبر بوابة التعليم. إن الشروط الحالية لا تعكس روح العدالة والمساواة التي أرسى دعائمها دستور المملكة، ولا تعكس كذلك الرؤية الحكيمة لجلالتكم في إشراك جميع أبناء الوطن في بناء مغرب المستقبل، مغرب الحقوق والفرص.
إننا نتوجه إلى جلالتكم، ونحن على ثقة بأنكم، كأبٍ للشباب، وممثلٍ أعلى للأمة، لن تدخروا جهدًا في دعم هذه الفئة التي تنشد الفرصة للمشاركة الفعالة في بناء هذا الوطن العزيز، ورفع هذا الظلم الذي يعصف بآمالهم ويكبح طموحاتهم. نرجو من جلالتكم التدخل لتوجيه الجهات المسؤولة نحو إعادة النظر في هذه الشروط وتمكين جميع الشباب من حقهم الدستوري و القانوني في المنافسة الشريفة على فرص العمل.
وختامًا، نسأل الله أن يحفظ جلالتكم، ويديم عليكم الصحة والعافية، ويجعلكم دائمًا سندًا وملاذًا لكل أبناء هذا الوطن الحبيب.
و السلام عليكم و رحمةُ الله تعالى و بركاتُه .