بقلم: عبد المجيد مومر الزيراوي*
سيدي الرئيس المحترم دونالد ترامب:
نَهَلاً من قيم المدرسة الدستورية الراقية التي صنعها الأباء المؤسسون للوحدة الأميركية. هذه القيم الديمقراطية التي جعلت من الولايات المتحدة الأميركية المُوَحَّدَة حضارة عظمى رائدة، هي -أيضا- التي تؤكد للأجيال الصاعدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي إقترحتها المملكة لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، و القائمة على مبدأ رابح-رابح و على ركائز تسوية سلمية وعادلة من خلال تمتيع بعض الجهات المغربية الجنوبية بالحكم الذاتي تحت سيادة الدولة المغربية الدستورية الديمقراطية العريقة. أن هذه المبادرة الجادة و ذات المصداقية تشكل الأساس القانوني المتين و المدخل الإنساني العقلاني لإحقاق السلم و السلام و العدالة و الديمقراطية و تحقيق التنمية المتوازنة المنشودة.مع حماية مجتمع التنوع البشري من هيمنة وسيطرة المذاهب الارهابية التي تنهل من ثقافة شمولية وأيديولوجية أحادية بدائية تعود لأزمنة ثقافية وقانونية بائدة، مناقضة لثقافة الزمن المعاصر وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
سيدي الرئيس المحترم دونالد ترامب:
و تبعًا للقرارات الأممية التي تشير إلى أن الهدف من المسلسل الأممي يكمن في التوصل إلى “حل سياسي واقعي وعملي ودائم، يقوم على التوافق”. وهذا ما يفرض ضرورة الابتعاد عن كمائن المليشيات الإرهابية المسلحة و دسائس المزايدات الفارغة قصد التأسيس لدينامية جديدة.
و لأن أسس التفاوض الدبلوماسي تنبني على الإرادة القوية و النوايا الحسنة و التسامح المثمر والمراجعات العميقة، ثم الإلتزام الديمقراطي القادر على إيجاد حلول لهذا النزاع المفتعل عبر المسالك السلمية.كل ذلك وفق مسار عقلاني نيو-واقعي يعتمد مقاربة الموازنة بين المصالح المتعارضة من أجل كسب رهان السلم و السلام بشمال افريقيا، و من أجل سيادة العدل و الديمقراطية و التنمية المنشودة.
سيدي الرئيس المحترم دونالد ترامب:
و حيث أن كل الدلائل و المعطيات تنبهنا إلى تنامي مؤشرات الخطر الإرهابي في صحراء شمال أفريقيا، و تفضح جبهة الإرهاب و الأبارتايد العرقي والأيديولوجي بمركز تندوف العسكري بالجزائر ، و تكشف تورط قياداتها في تيسير مخططات الإجرام الإرهابي بشكل يمنع المغرب من الجلوس معها قصد تدشين مرحلة المفاوضات المباشرة و ما تتطلبه من جدوى سياسية جديدة.
لاسيما أن ميليشات البوليساريو الإرهابية اختارت التشبث بفيالقها العسكرية المرتزقة و توسيع دائرة الخطر الإرهابي، وهذا ما تبرزه المعلومات الميدانية الدقيقة التي تؤكد استفادة هذه المنظومة المسلحة من خبرة وعتاد عسكري متطور يهدد السلم و السلام في منطقة صحراء شمال إفريقيا و العالم.
سيدي الرئيس المحترم دونالد ترامب:
و لأن الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة مع طرف يرفض اعتماد آليات و وسائل الواقعية الجديدة، طرف أفرزته عقليات الصراع العالمي القديم وسياسات النظام الجزائري العدوانية التي تدعم الإرهاب منذ أزيد من 40 سنة، و تعمل على رعاية و تسويق أوهام دُويْلة ذات مذهب عنصري إرهابي يحاول وأد حقوق أصحاب الأرض الحقيقيين، وكذلك باقي المكونات العرقية للثقافة الصحراوية المتعددة الروافد. مذهب ينفي حق السكان المحليين المقيمين بالأرض ذاتها -موضوع النزاع المفتعل- الذين يطالبون بالعدل و الديمقراطية مع التشبث بحقهم الطبيعي في اختيار مصيرهم ضمن وطنهم الأم المملكة المغربية الموحدة .
و حيث أن جبهة “البوليساريو” لم تظهر عناصر النية الصادقة والرغبة الجادة في التفاوض حول حل سلمي متوافق عليه عبر التصريح العلني بالبطلان القانوني لإعلان قيام الدولة المزعومة خارج قرارات الشرعية الدولية ومساطر القانون الدولي، مع الانضباط لروح و نص القرارات الأممية التي لا تعترف بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”.
و حيث أن سلوك المخاتلة غير القانونية و المزايدة السياسوية بالإعلان عن قيام الدولة المزعومة يُفْرِغُ مسلسل المفاوضات من غايات الحل النهائي السياسي المتوافق عليه، كما أكدت عليه قرارات مجلس الأمن. وهذا ما يضعنا أمام خطر مفاوضات المُخاتلة الفاشلة التي تحاول جبهة “البوليساريو” الإرهابية التستر خلفها من جديد، والتي لا يمكن تكرار حلقات مُسَلْسَلِها كي لا تتحول العملية الديبلوماسية الأممية إلى مهزلة تراجيدية تحمل عنوان “تكرار الأخطاء” و تشرعن الإرهاب المسلح.
سيدي الرئيس المحترم دونالد ترامب:
و لأن قيادة جبهة البوليساريو الإرهابية لا تملك سيادة قرارها التفاوضي، فهي قيادة تزايد بالواقع الوهمي لدولتها المُعْلَنَة ثم تعود للحديث عن مفاوضات حول تقرير المصير و الاستقلال. رغم أنها تعلم علم اليقين أن الفاعلين الحقيقيين -المقيمين على الأرض موضوع النزاع المفتعل- متشبثون بمبادرة الحكم الذاتي ذات الجدية والمصداقية تحت سيادة الدولة المغربية الديمقراطية المُوَحَّدَة.
فلا داعي للمزيد من مسلسل إزهاق روح السلام و الديمقراطية و التنمية، و نسف أهداف منظمة الأمم المتحدة في البحث عن أجوبة سوريالية من خلال مفاوضات تسمح بشرعنة جبهة المخاتلة الإرهابية التي لم يثبت التاريخ و لا الجغرافيا جدواها القانونية و الديمقراطية و التنموية.
لذا نناشدكم – سيدي الرئيس المحترم- بالإنتصار لقيم الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، و الإنتصار كذلك لحقوق المملكة المغربية الراسخة عبر إدراج جبهة البوليساريو ضمن خانة المنظمات الإرهابية و الإعلان عن فتح قنصلية دولتكم الصديقة بمدينة العيون المغربية.
God Bless the U.S.A.
*شاعر وكاتب مغربي