الصحافة _ وكالات
تحدث رئيس الموساد “الاستخبارات الخارجية” الإسرائيلي، يوسي كوهين، الأحد، عن الدولة الأقرب للتطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، موجها رسالة إلى السعودية.
جاء ذلك في حوار مطول مع هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، نشرته مساء الأحد، بعد وقت قصير من توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل البحرين في المنامة عاصمة الأخيرة.
وقال “كوهين” ردا على سؤال حول ما إن كان السودان هو التالي الذي سيوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في المستقبل القريب: “يمكن أن يكون السودان. نحن على اتصال مع أية دولة على استعداد للتحدث معنا حاليا. هذه فترة مختلفة بالنسبة لي تشهد اتفاقيات تاريخية لها أهمية استراتيجية للعمق الاستراتيجي لإسرائيل على جميع المستويات: الأمن، والاستخبارات، والاقتصاد، والزراعة، وما إلى ذلك”.
وتابع : “هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن نفعلها مع تلك الدول. تم التوقيع على بعض هذه الاتفاقيات. أعتقد أن إسرائيل من الآن فصاعدا تسير إلى المكان الصحيح”.
وأضاف رئيس الموساد: “نفتح آفاقا جديدة على المستويين الاقتصادي والأمني أيضا، كما تتفتح آفاق التعاون على كافة الأصعدة، وهذا يعطينا عمقا استراتيجيا مهما ومهيمنا جدا في مواجهة محاور الشر، خاصة تلك التي تديرها إيران – الملف النووي والإرهاب والتوسع الإقليمي”.
ومضى “كوهين” قائلا: “هناك أيضا رسالة إلى محور الشر من خلال تلك الدول (التي توقع معها إسرائيل معاهدات سلام)، وبالطبع من خلال إسرائيل مفادها: نحن في الجانب الصحيح، وأنتم في الجانب الخاطئ”.
وسألت مراسلة هيئة البث رئيس الموساد حول ما إن كان سبب تأخر التوصل لاتفاق مع السعودية يعود لتمسك الأخيرة بإحراز تقدم مع الفلسطينيين أولا.
وأجاب “يوسي كوهين”: أعتقد أنه لا يجب من الآن فصاعدا تعليق الأمر بعلاقتنا مع الفلسطينيين أو أن نوقع اتفاقية سلام معهم”.
وأضاف: “بالطبع جميعنا نتطلع إلى ذلك وسنرحب بالتأكيد بأي تقدم في المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين استعدادا لتسوية مستقبلية. لكن هذا الأمر لا يجب أن يكون عائقا أو شرطا لاستمرار اتصالاتنا وإقامة العلاقات الثنائية بيننا وبين دول المنطقة”.
وسألت مراسلة هيئة البث: “إن كان محمد بن سلمان هو الحاكم في السعودية هل كان الأمر تم بالفعل؟”.
وأجاب رئيس الموساد: “احتمال. الأمر معقد جدا في كل تلك الدول. أعتقد أن الزعماء الذين قرروا حتى الآن، هم ملك البحرين وحاكم الإمارات محمد بن زايد. وأعتقد أن لديهم أيضا كانت هناك نقاشات داخلية وتردد، وكان يجب تمهيد الطريق. لقد قاما بطريقة غير عادية وشجاعة”.
وحول توقعه بشأن إمكانية تغير السياسة الأمريكية حيال إيران إذا ما فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الحالي دونالد ترامب قال “كوهين: “يجب القول أن للإدارة الأمريكية الحالية موقف واضح للغاية، حازم، يتماشى للغاية مع الاستراتيجية الإسرائيلية ضد إيران”.
وتابع: “أنتظر لمعرفة نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة، وسوف تقوم بتحديث السياسة إذا ما تعين علينا ذلك، من الصعب بالنسبة لي توقع ما سيحدث”.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أعلن وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، عن توقيع مذكرات تفاهم بين البحرين وإسرائيل في عدد من المجالات من شأنها أن تؤسس لتعاون ثنائي مثمر بين الطرفين.
وقال الزياني، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات “البحرين وقعت على اتفاق تأييد السلام وفتح العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”، مضيفا “البحرين تأمل أن نكون على أعتاب شيء بالغ الأهمية للمنطقة وجميع شعوبها”.
فيما قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “وقعنا 7 اتفاقات ثنائية واليوم الخطوة الأولى في توطيد العلاقات مع البحرين وفتحنا الباب لعلاقات إضافية”، مضيفا: “نشكر المسؤولين في البحرين على حسن استقبالنا وننتظر بفارغ الصبر زيارتهم لإسرائيل”.
ومنتصف شتنبر الماضي وقعت إسرائيل “اتفاق سلام” مع الإمارات و”إعلان سلام” مع البحرين في البيض الأبيض وبرعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.