الصحافة _ وكالات
رفض أحد المتهمين الرئيسين في جريمة ذبح وقتل سائحتين في المغرب رفض الاعتذار لعائلتي الضحيتين، على الرغم من إعرابه عن ندمه، خلال مثوله أمام المحكمة أمس في مدينة سلا المغربية.
وكانت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترجر يسبرسن وتبلغ من العمر 24 عاما والنرويجية مارين أولاند البالغة من العمر 28 عامًا، تخيمان على بعد 80 كم من مراكش “وسط البلاد” في منطقة الأطلس الكبير الجبلية، عندما قتلا في 17 ديسمبر 2018.
واستمع أمس قاضي غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، المكلف بقضايا الإرهاب، إلى المتهمين الرّئيسيين في الجريمة، وهم: عبد الصمد الجود، وهو زعيم الخلية، ويونس أوزياد، ورشيد أفاطي.
واعترف الجود بكل التهم المنسوبة إليه، معلنا أنه “يتحمل مسؤولية كل ما وقع، إلى جانب رفاقه يونس أوزياد ورشيد أفاطي وعبدالرحيم خيالي”. لكنه أشار إلى أن “المتهمين الآخرين لا يعرفهم”، وفق ما نقلت صحيفة “هسبريس” المغربية.
وزاد المتهم، وهو يجيب على أسئلة القاضي: “4 دراري هوما لي دارو كلشي؛ يونس ورشيد وعبد الرحمان.. هذا الأخير خاف ورجع بحالو في آخر لحظة..دراري الآخرين لا أعرفهم، كاين لي خدام معيا، كاين لي مخاصم معايا…”.
وقال المتهم في اعترافاته التفصيلية: “كنا نلتقي نحن الثلاثة (أوزياد وأفاطي)، نناقشُ قضايا الإسلام والسبيل إلى الهجرة إلى الدولة الإسلامية”، مضيفاً: “منين الدولة المغربية سدات علينا طريق الهجرة فكّرنا في الانتقام”.
وكشف الجود أنه كان يطالع فيديوهات خاصة بتنظيم الدولة “داعش”، وشرائط تُظهر تعرّض المسلمين للقتل على يد “النصارى”، وهو ما دفعه إلى الانتقام، مردفًا: “كنا نشاهد عبر التلفزيون والأخبار كيف أن النصارى يدوسون على نساء المسلمين ويقصفونهم بالكيماوي والغازات والبراميل المتفجرة”.
وعن الأسباب التي دفعته إلى ترك المغرب والذهاب إلى سوريا، قال الجود: “حاولنا أن نصل إلى سوريا من أجل مساعدة إخواننا الإسلاميين”، مشيرًا إلى أنه حاول أن يستقرّ بالمغرب “لكن السلطات العمومية كانت تطارده لما كان يبيعُ في “الفرّاشة””.
وأورد الجود أنه تشبع بالفكر الجهادي مع انطلاق “ثورة الشّام”، وأنه تأثّر ببعض الشّيوخ “الذين كانوا يدعون إلى الجهاد وقيام دولة الإسلام من أجل تطبيق شرع الله”.
واعترف الجود بأنّه حاول صناعة الأسلحة والسموم، لكن محاولاته كلّها باءت بالفشل؛ كما كان ينوي شن هجوم على وحدات أمنية وثكنات قبل أن يتراجع عن الفكرة.
وعن علاقته بالمتهم السويسري “كيفين”، قال الجود إنه تعرف عليه عن طريق صديق له، وزاد: “لم تكن تجمعني به علاقة قوية بحكم أنني لا أتحدث الفرنسية”، معترفاً بأنّ “الساطور الذي ذبح به الضحيتين كان يملكه في منزله”.
وفي ردّه على القاضي الذي بادره بسؤاله: “من يكون الجود؟”، أجاب المتهم الرّئيس في القضية: “رجل عادي ومسلم دخل الإسلام الحق بعدما تبرأ من المغراوي (شيخ يملك دور قرآن في مراكش)”.
وقال الجود: “المغراوي تغيّر عندما أصبح يدعونا إلى الجهاد من داخل المؤسسات وأن نصوت على حزب معيّن؛ ولذلك فكّرت في اغتيالهِ لأنّه كان يردّد دائماً “ما كاين جهاد””، مشيرًا إلى أن “المغراوي كان يدعم الأحزاب ودعا إلى التصويت على الدستور ودعم العدالة والتنمية”.
ورفض الجود تقديم اعتذار لعائلة الضحيتين، وقال في هذا الصدد: “كاندعيو الله يغفر لينا”، مضيفًا: “يجب على الغرب أن يقدم اعتذارًا حتى أقدم الاعتذار لعائلتي الضحيتين”.
وفي يوليو الماضي كانت قد قضت محكمة مغربية، بالإعدام على 3 أشخاص في جريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين، كما أدين 21 متهما بأحكام تراوحت بين المؤبد وخمس سنوات سجنا.
وشملت لائحة الاتهام 24 متهما يشتبه أنهم متطرفون أقدموا على قتل سائحتين اسكندنافيتين وقطع رأسيهما أثناء قيامهما برحلة سيرا على الأقدام في المغرب، وفي ختام المحاكمة التي استمرت 11 أسبوعا في مدينة سلا بالقرب من العاصمة الرباط، أدلى المتهمون بإفاداتهم النهائية.