ديوان بنسعيد يحوّل وزارة الثقافة إلى “ملك خاص” و”VIP” والمحسوبية تجهز على ما تبقى من الهيبة المؤسساتية

4 يوليو 2025
ديوان بنسعيد يحوّل وزارة الثقافة إلى “ملك خاص” و”VIP” والمحسوبية تجهز على ما تبقى من الهيبة المؤسساتية

الصحافة _ كندا

في مشهد يعكس التداخل الخطير بين المهام الرسمية والسلوكيات غير المسؤولة، تحوّل أعضاء ديوان وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، إلى نجوم صالة كبار الزوار (VIP)، خلال فعاليات مهرجان موازين الذي احتضن مسرح محمد الخامس الذي هو تحت وصاية الوزارة، بعض فقراته، وذلك في غياب تام لأبسط شروط التنظيم، لا من حيث التجهيزات التقنية ولا من حيث راحة الجمهور.

فبينما كان رواد الحفل يعانون من حرارة مفرطة داخل فضاء ثقافي يفتقر حتى لأبسط أدوات التهوية، لاسيما خلال حفل الفنان كاظم الساهر، كان أعضاء ديوان الوزير يتنقلون داخل فضاء VIP وكأنهم الجهة المنظمة، يتبادلون التحايا والعناق مع فنانين وفنانات من المقربين، في مشهد يفتقر للحد الأدنى من اللياقة الإدارية والوقار المؤسساتي، ويكشف بشكل صريح عن طبيعة التعامل اللامسؤول مع الفضاءات العمومية.

والأدهى من ذلك، أن عددا من هؤلاء المحسوبين على ديوان الوزير يتصرفون، منذ مدة، بمنطق “الوزارة ملك خاص”، حيث يعمدون إلى تقديم أنفسهم لعدد من الفنانين والصحافيين كـ”أصحاب القرار المقبل”، ويبيعون وهم النفوذ السياسي والمستقبل الكبير، في استخفاف سافر بمبادئ المرفق العمومي وأخلاقيات العمل الحكومي.

هذا العبث المستمر داخل أروقة وزارة من المفترض أن تكون حامية لقيم الثقافة والفن، يطرح تساؤلات عميقة حول غياب الرقابة، وتفكك معايير الاستحقاق داخل مناصب المسؤولية، حيث تحوّلت الوزارة إلى حلبة تصفية حسابات حزبية، واستعراضات شخصية، بدل أن تكون فضاءً لإنتاج السياسات العمومية وتثمين الفعل الثقافي.

المؤشرات الحالية تنذر بما هو أخطر، في ظل ما يتم تداوله داخل الأوساط المهنية من معطيات صادمة عن تسيّب، وتجاوزات، وملفات قد تنفجر قريبًا، لتفضح كيف تحوّل العمل الثقافي من ورش وطني إلى مجرد واجهة تخدم المصالح الضيقة لفئة تعتبر نفسها فوق المحاسبة. والثقافة، في هذا السياق، هي أكبر الخاسرين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق