الصحافة _ كندا
يعيش المغرب على إيقاع احتجاجات شبابية متصاعدة، يقودها جيل Z الذي اختار أن يرفع صوته للمطالبة بالصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية. هذه ليست شعارات جديدة، بل صدى مباشر لما دعا إليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير حين شدد قائلاً: «لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين». إنها صرخة وطنية ضد واقع يكرس الفوارق ويُهمش فئات واسعة من المجتمع.
لكن في الوقت الذي يضع فيه الملك خريطة طريق واضحة للإصلاح، تبدو حكومة عزيز أخنوش وكأنها تسير في الاتجاه المعاكس. عوض الإصغاء لمطالب الشباب، واجهتهم بالمنع والتوقيفات، وعوض الانخراط في إصلاحات ملموسة، انشغلت بتلميع أرقام لا أثر لها في حياة الناس. النتيجة هي اتساع فجوة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وتعميق الشعور بأن الحكومة تفتقد للقدرة على التفاعل مع نبض الشارع.
جيل Z ليس خطراً على الوطن، بل فرصة تاريخية لتجديد دمائه. هؤلاء الشباب أبناء التمغربيت، يحبون بلدهم ويريدون له غداً أفضل. تجاهلهم أو قمعهم ليس حلاً، بل وصفة لمزيد من الاحتقان. الحل الحقيقي يبدأ بالإنصات لهم، والاستجابة لتطلعاتهم، وترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى سياسات فعلية تحفظ كرامة المواطن وتعيد الثقة في الدولة.