الصحافة _ الرباط
قُتل سائقان مهنيان مغربيان، وأصيب ثالث في هجوم إرهابي استهدف شاحناتهم بدولة مالي. هذا الحادث أماط اللثام عن الظروف التي يشتغل فيها السائقون المغاربة الذين يقودون شاحناتهم المحملة بالسلع والبضائع في اتجاه دول إفريقيا جنوب الصحراء، والمخاطر التي يواجهونها.
يقول يوسف، وهو سائق مهني مغربي يقود شاحنته إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء، في تصريح صحفي، إن أول عائق يواجهه في رحلاته إلى هذه الدول هو مشكل البنية التحتية، لكون أغلب الطرق في وضعية مزرية، تأتي بعدها المشاكل الإدارية التي تتطلب في الغالب “دفع رشوة” للمرور، وانطلاقا من دولة مالي تبدأ احتمالية التعرض لاعتداءات جسدية، مضيفا أن الحادث الإرهابي الأخير يعتبر تطورا خطيرا.
وفي هذا الإطار، قال مصطفى شعون، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف سائقين مغاربة بمالي، أعطى صورة عن الظروف التي يشتغل بها سائقي شاحنات نقل البضائع الدولي بإفريقيا جنوب الصحراء، والمخاطر التي يواجهونها.
وأوضح شعون، أن السائقين المغاربة يشتغلون في ظروف صعبة، حيث تبدأ معاناتهم مباشرة بعد مغادرة الحدود المغربية والخروج من معبر الكركرات، ليجدوا أنفسهم يشتغلون في بنية تحتية غير ملائمة، وتحت سلطة قانون مغاير.
وأضاف شعون أن هجوم مالي الإرهابي، كشف جانبا من الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها السائقون المهنيون المغاربة في هذه البلدان الإفريقية، داعيا إلى تحسين وضعيتهم باعتبار الدور الهام الذي يلعبونه في توفير رقم معاملات تجارية مهم، والمساهمة في تنزيل سياسة المملكة “جنوب – جنوب”، كاشفا أن حوالي 900 شاحنة مغربية تعبر الحدود أسبوعيا في اتجاه دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأضاف الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط أنه تمت الدعوة إلى المواكبة الصحية والاجتماعية لهؤلاء السائقين، من خلال توفير مستوصف بمعبر الكركرات، للوقوف على حالتهم الصحية عند المغادرة والرجوع، كما أن الدبلوماسية المغربية مدعوة كذلك إلى التنسيق مع الدول التي تعرف بعض المخاطر، من أجل تأمين سلامة الشاحنات والسائقين المغاربة.
وفي السياق ذاته، أفاد إدريس أقلعي، الممثل العام لأرباب وسائقي شاحنات النقل الدولي والوطني، بأن هذا العمل الإرهابي بمالي، الذي أدى إلى استشهاد سائقين مغاربة وإصابة ثالث، محاولة يائسة من أعداء المغرب للتشويش على النجاحات التي حققها في إطار المبادلات التجارية على المستوى الإفريقي.
وقال أقلعي إن السائقين المغاربة المتوجهين لدول إفريقيا جنوب الصحراء يتعرضون منذ مدة لمجموعة من المضايقات والتهديدات، مباشرة بعد مغادرته للحدود المغربية، من طرف مجهولين بغرض ترهيبهم، مشيرا إلى أن الدول التي تقع على أراضيها هذه الممارسات، مسؤولة عن توفير الحماية لهؤلاء السائقين.
وأشار المتحدث ذاته، إلى ضرورة نهج السائقين لأساليب تضمن حمايتهم خلال عمليات النقل بهذه الدول، من قبيل السير في قافلات، وامتلاك وسائل اتصال متطورة، وتجنب السفر ليلا خصوصا في المناطق الغير المؤمنة، كما يجب على الدول التي يتواجد على أراضيها هؤلاء السائقين، أن تسهر على تأمينهم ومدهم بالمعلومات اللازمة.