الصحافة _ كندا
يبدو أن الجنوب الشرقي للمغرب يتحول شيئًا فشيئًا إلى نقطة ساخنة في سباق المعادن الإستراتيجية، بعدما كشفت شركة المغرب للمعادن الإستراتيجية الكندية عن نتائج أولية مشجعة من برنامج استكشافها في منطقة تيفرنين قرب ورزازات.
المعطيات الميدانية أكدت وجود نسب مرتفعة من النحاس، تجاوزت في بعض العينات 2.3%، إلى جانب مؤشرات قوية للذهب والزنك. هذه النتائج، وفق خبراء، ليست مجرد بيانات تقنية، بل إشارة واضحة إلى أن المغرب يتجه لترسيخ موقعه كفاعل محوري في سوق المعادن العالمية، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على النحاس كعنصر أساسي في الطاقات المتجددة والصناعات المتقدمة.
المثير في الاكتشاف أن الموقع لا يقتصر على النحاس وحده، بل يقدم صورة متعددة المعادن، حيث أظهرت التحاليل أكثر من 40 عينة تحتوي على الذهب، بعضها بتركيز لافت بلغ 0.30 غرام/طن، إضافة إلى نسب زنك غير مسبوقة وصلت إلى 17.75%. هذا التنوع جعل من تيفرنين مشروعًا واعدًا بوليمعدني، يعزز جدواه الاقتصادية ويفتح الباب أمام استثمارات كبرى في المنطقة.
وتستعد الشركة الكندية لمرحلة جديدة من التنقيب تشمل الحفر والخرائط الجيولوجية الدقيقة، بهدف تحديد نطاقات إضافية للاستغلال. قرب الموقع من مشروع “BMR” الذي لا يبعد سوى 10 كيلومترات، ومن الطريق الوطنية الرابطة بين ورزازات وزاكورة، يمنحه ميزة لوجستية كبيرة تقلل من تكاليف النقل وتسرع وتيرة الاستثمار.
تزامن الإعلان مع ارتفاع سهم الشركة بنسبة 12.5% في بورصة تورونتو، ما يعكس حجم الاهتمام الدولي بهذا التطور. فالمغرب، الذي راكم خبرة في مشاريع الطاقة الخضراء والموارد الطبيعية، قد يجد في تيفرنين رافعة جديدة لتنويع اقتصاده وتعزيز مكانته في سوق المعادن العالمية.