الصٌَحافة _ أكرم التاج
خصص القصر الملكي ميزانية مالية ضخمة بمئات ملايير السنتيمات، لإطلاق حملة إعلامية دعائية في الصحف والمجلات الأجنبية، وخصوصا منها الفرنسية، وتمويل مؤلفات وإصدارات حول حصيلة 20 سنة من حكم الملك محمد السادس، علاوة على تنظيم لقاؤات وندوات في الموضوع داخل المغرب وخارجه.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن العملية عُهدت في بدايتها إلى عبد المالك العلوي نجل مولاي أحمد العلوي الصدر الأعظم للملك الراحل الحسن الثاني وآسية بنصالح العلوي السفيرة المتجولة للملك محمد السادس، والذي تم تكليفه بمهام المستشار الإستراتيجي لإعداد حملة التواصل لإحياء ذكرى مرور 20 عامًا على حكم الملك محمد السادس، حيث يورد المصدر نفسه، وضع إستراتيجية وطنية ودولية لإجراء تقييم للحكم من خلال التأكيد على تحديث المملكة المغربية، والتقدم في مجال التنمية البشرية.
وحسب نفس المصدر، فإن العملية تمت على أعلى مستوى بالقصر الملكي، وتجاوزت بكثير كريم بوزيدة المستشار الإعلامي للملك محمد السادس، والذي كان قد استقدمه فؤاد عالي الهمة من وكالته الخاصة بالتواصل والإستشارات الإعلامية بالرباط، وهو الذي كان في طور التدريب لأخذ منصب أكبر (المسؤول عن التواصل) في القصر الملكي الذي مازال يعتمد الطرق التقليدية في التواصل من خلال التلفزة الرسمية وصور الأنشطة الملكية، لكن يبدو أن الأمور لم تسر على منوال تحديث أسلوب التواصل في دار المخزن، فعهد إليه مؤخرا بسبب إرتكابه لأخطاء فادحة، مهام لا تزيد على استدعاء مصوري التلفزة، وتحديد أماكن اشتغالهم وزوايا التصوير.
وذكر مصدر جد موثوق لجريدة “الصٌَحافة” الإلكترونية، أن فريق العمل المشرف على حملة التواصل لإحياء ذكرى مرور 20 عامًا على حكم الملك محمد السادس، جالس خلال الأسابيع الأخيرة، عددا من الصحافيين والإعلاميين الفرنسيين وكذلك المغاربة، من أجل إنجاز ملفات وتقارير إعلامية حول التحولات التي عرفها المغرب من سنة 1999 إلى 2019، على جميع النواحي: اقتصاديا وإداريا وثقافيا ومجتمعيا، وكذا على مستوى البنية التحتية، وحتى ديمقراطيا من خلال التسويق لأطروحة إشراك النساء في اللعبة السياسية، وتفعيل العمل الاجتماعي، واحترام نتائج الاقتراع والشفافية الانتخابية، وتحديث المؤسسة الملكية والتنمية البشرية وحقوق الإنسان.
وشرعت صحف ومجلات إعلامية فرنسية في نشر ملفات حول حصيلة العهد الجديدة، كأسبوعية (لوبوان) الفرنسية، ومجلة “جون أفريك، الأخيرة التي خصصت ملفا عن عشرين سنة من حكم الملك محمد السادس للمغرب، والتحولات الجذرية التي عرفتها المملكة خلال عهده، كما أدرجت صورة الملك على غلافها مُدبجةً إياها بعنوان “العشرون سنة التي غيرت كل شيء”، وكذلك المجلة الأمريكية “نيويورك تايمز” التي كتبت بهذا الخصوص في أحد أعدادها “المجد للملك الديمقراطي”، الملك الذي اجتاز بسلام منطقة الزوابع و جنب بلاده ما لحق بباقي البلدان الأخرى من كوارث و مآسي.
وكشف ذات المصدر لجريدة “الصٌَحافة” الإلكترونية، أنه تم تمويل إصدار كتب لباحثين وأكاديميين أجانب حول حصيلة 20 سنة من حكم الملك محمد السادس، حيث نجد في مقدمة هذه الكتب: “الجغرافية السياسية لملك”géopolitique d’ un roi “،لصاحبه ايميريد شوبراد، و“محمد السادس او المملكة ذات الرؤية البعيدة “،لمؤلفه شارل سان برو، و“Mohammed VI ou la monarchie visionnaire ” لصاحبته زينة الطيبي، وكتاب “الملك محمد السادس رؤية ملك: الانجازات و الطموحات” لمؤلفه جون ماريهيدت.
هذا، إضافة إلى عقد عدد من الندوات واللقاءات العلمية التي ستخصص لمناقشة هذه الذكرى أو لمناقشة الإصدارات، وتخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية حول الموضوع. وشرعت وسائل إعلامية مغربية تلفزية وورقية وإذاعية، وكذا إلكترونية، وخصوصا منها المملوكة لشخصيات معروفة بقربها لدوائر القرار ، بسرد حصيلة 20 سنة من تولي الملك محمد السادس لمقاليد الحكم.
كل هذا يتم في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن الاحتفالات بالذكرى العشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش ستتم وفق العادات والتقاليد الجاري بها العمل، وذلك على غرار السنوات السابقة، و”بطرقة عادية دون أي مظاهر إضافية أو خاصة”.