الصحافة _ كندا
في ظل موجة الغلاء غير المسبوقة التي تضرب أسعار الخضروات بالمغرب، ومع وصول سعر الطماطم إلى 7 دراهم للكيلوغرام، يتجه المغرب نحو فتح أسواق جديدة في سنغافورة وماليزيا، في خطوة تثير الجدل حول أولويات تدبير القطاع الفلاحي، وسط تزايد الدعوات للحد من التصدير وتلبية حاجيات السوق المحلية أولًا.
وفقًا لتقرير نشره موقع “EastFruit”، تستعد منظمة الأغذية والزراعة (FAO) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، بالتعاون مع “FoodEx المغرب”، لإطلاق بعثة تجارية إلى جنوب شرق آسيا خلال أبريل 2025، بهدف تعزيز حضور المنتجات المغربية في واحدة من أسرع الأسواق نموًا في استيراد الفواكه والخضروات.
المبادرة ستشمل اجتماعات ثنائية بين المصدرين المغاربة والمستوردين في ماليزيا وسنغافورة، إضافة إلى زيارات ميدانية لتعزيز التعاون. وسيتم اختيار من 5 إلى 15 مصدرًا مغربيًا بناءً على معايير تشمل حجم الإنتاج والخبرة التصديرية والقدرة على المنافسة في هذه الأسواق البعيدة.
لكن في المقابل، أثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة داخل المغرب، حيث اعتبرت مصادر حقوقية أن الحكومة تتجاهل أزمة الغلاء المحلية لصالح صفقات تصديرية قد تفاقم الأوضاع، في وقت يعاني فيه المواطنون من ارتفاع حاد في أسعار المنتجات الغذائية الأساسية.
فلاحون مغاربة حذروا من أن هذا التوجه سيزيد الضغط على الإنتاج المحلي بدلًا من تحسين أوضاعهم الاقتصادية، خاصة مع التكاليف المرتفعة للشحن نحو أسواق بعيدة مثل جنوب شرق آسيا. ودعت جمعيات فلاحية إلى ضرورة ضبط الأولويات، بحيث لا يتم التوسع في التصدير على حساب استقرار السوق الوطنية، التي تشهد اختلالًا واضحًا في التوازن بين العرض والطلب.
وتأتي هذه الخطوة بينما يواجه المغرب أسوأ أزمة جفاف منذ سنوات، وهو ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الفلاحي وارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق. فمع اقتراب شهر رمضان، تسجل الأسعار مستويات مقلقة، حيث وصلت البطاطس إلى 6 دراهم للكيلوغرام، والجلبانة إلى 14 درهمًا، بينما ارتفع سعر البرتقال إلى 7 دراهم، والفلفل إلى 10 دراهم، وسط استياء شعبي متزايد من غياب إجراءات حكومية فعالة للحد من هذا الغلاء.