الصحافة _ وكالات
عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفترة الأخيرة عن استيائه من قناة “فوكس نيوز” التلفزيونية، التي بقيت وقتا طويلا المفضلة لديه من بين كل القنوات الأميركية، وقال “واضح أن فوكس لم تعد كما كانت عليه من قبل”. وبدأ ترامب يميل أكثر إلى قناة أقل شأنا هي قناة “أو.أي.إن.إن” (OANN).
فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية العام المقبل، أعرب ترامب عن انزعاجه علنا من اللقاءات التي تجريها قناة “فوكس نيوز” -المحسوبة على التيار المحافظ- مع عدد من مرشحي الحزب الديمقراطي، الذين يتطلعون لمنافسة ترامب في الانتخابات المقبلة.
وغرد ترامب “من الصعب التصديق بأن فوكس نيوز تضيع وقتا مع بيت بوتيغيغ، العمدة الشاب لمدينة ساوث بند في ولاية إنديانا”، وهو الذي حل في المرتبة الخامسة ضمن استطلاعات الرأي لانتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية لسباق الرئاسيات.
وقال الرئيس الأميركي “فوكس تتجه أكثر فأكثر نحو الجانب الخاسر بتغطيتها للديمقراطيين”.
استطلاعات الرأي
كما أن استطلاعات الرأي التي أجرتها فوكس نيوز بشأن الانتخابات الرئاسية للعام 2020 أزعجت ترامب، فقد كتب في حسابه على تويتر نهاية يوليو/تموز الماضي أن استطلاعات القناة تعامَل دائما بطريقة سيئة، وتفيد هذه الاستطلاعات بتراجع شعبية الرئيس الجمهوري إلى 43% في منتصف أغسطس/آب الحالي.
وتتوقع استطلاعات فوكس نيوز خسارة ترامب في مواجهة أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
ويبدو أن الرئيس الأميركي ينقل اهتمامه إلى قناة أخرى أصغر وأكثر يمينية من فوكس نيوز، وهي قناة “وان أميركا نيوز نتوورك” المعروفة اختصارا بـ”أو. أي.إن.إن”.
وبدأت هذه القناة عام 2013، حين أسسها أحد أقطاب قطاع التكنولوجيا بالولايات المتحدة روبرت هيرينغ، الذي كان يسعى إلى تقديم قناة تتسم بنهج محافظ ضمن خريطة كبريات المؤسسات الإعلامية.
إشادات متعددة
ونجحت القناة في كسب ود ترامب، الذي كرر ثناءه عليها الأسبوع الماضي في تغريدة، وأشار فيها أيضا إلى شبكة “سي إن إن” التي تمثل مصدر إزعاج شديد له.
وغرد ترامب في حسابه “انظروا إلى الأخبار المزيفة لسي إن إن، ففي المحصلة سيكون ذلك أفضل من مشاهدة برنامج شيبارد سميث ذي سجل المتابعات الأضعف ضمن برامج فوكس نيوز. في الحقيقة، إنني انتقل بأسرع وقت ممكن إلى قناة أو. أي.إن.إن”.
ومنذ مارس/آذار الماضي، أعاد الرئيس الأميركي تغريد مواد منشورة على موقع “أو.أي.إن.إن”، وعبر عن إعجابه بها في أكثر من عشر مناسبات. ويظهر في أعلى حساب مؤسس القناة روبرت هيرينغ على تويتر تغريدة يقول فيها إنها “القناة المفضلة للرئيس”، وحين قطعت “فوكس نيوز” بثا لتجمع انتخابي لترامب الأسبوع الماضي، غرد هيرينغ بالقول “نحن لا نقطع البث أبدا”.
المؤتمرات الصحفية
وفي مؤتمره الصحفي الأول عقب توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2017، أعطى ترامب المجال لعدد من الأسئلة إلى هذه القناة على حساب وسائل إعلامية بارزة، وهو أمر تكرر عشرات المرات في المؤتمرات الصحافية اليومية للمتحدثين باسم ترامب في فترة المئة يوم الأولى من رئاسته.
وتتخذ قناة “أو.أي.إن.إن” من سان دييغو في ولاية كاليفورنيا مقراً لها، وإذا كانت القناة تعرف نفسها بكونها “قناة أخبار بحتة، بلا رأي”، فإن ميلها نحو ترامب يبدو جليا، كما قال بذلك عدد من موظفي القناة الحاليين والسابقين لصحيفة “واشنطن بوست” في 2017.