الصحافة _ كندا
توصلت جريدة الصحافة الإلكترونية بوثائق من شخص مقيم بمونتريال الكندية، وينشط على مواقع التواصل الإجتماعي للتعريف بقضية تخص أحد أفراد عائلته بالمغرب، يقول “أن مسؤولا بالقنصلية الجزائرية بكندا، تواصل معه وعرض عليه الحضور الى القنصلية من أجل التحدث معه، ووعده بتقديم الدعم اللازم”.
جريدة الصحافة الإلكترونية لم يتسنى لها التحدث الى “المسؤول الجزائري” الذي ورد اسمه في الوثائق، وتوجهت بالسؤال التالي الى المعني بالأمر، “هل قبلت الدعوة ؟ وما هو نوع الدعم الذي تم اقتراحه عليك ؟”، فكان جوابه كالتالي، “لم أكن لأخون وطني، ولا لأن أصبح أداة في يد من يضمر شرا لبلدي ولا لمسؤوليه”.
فإذا كان هذا المواطن المغربي قد حكم العقل على غربزة الطمع، ورفض الانكسار أمام الإغراءات التي سقط ضحيتها آخرون في بلدان عدة، وفي كندا على وجه الخصوص، فإن أكثر من معتوه من مغاربة كندا، تحول إلى بوق لأعداء المغرب، ينهق في مواقع التواصل الإجتماعي كل حين بإذن من أولياء نعمته.
الابتزاز، سياسة الفاشلين بكندا منذ عقود مضت :
يتوهم بعض هؤلاء أن ابتزاز الدولة المغربية، أو أحد رجالاتها، سبيل لكسب المال، ويرتكزون في تفكيرهم هذا على قصاصات يحكيها بعض العاطلين عن العمل أينما حلوا وارتحلوا، حيث يخبرون القاصي والداني أنهم خاضوا حروبا مع قنصل ما بكندا، وهددوا مستشارا ملكيا، وقدموا الوعيد للديوان الملكي، فتحصلوا على الأموال الطائلة… وهي أكاذيب تم ذكرها في حضرة مدير جريدة الصحافة الإلكترونية بكندا، وقد مكنت التحريات من التأكد من عدم صحة تلك الأخبار، وبأن أصحابها يستعملونها كمطية لكسب ود كل من داع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أساس لها من الصحة.
وخلال الآونة الأخيرة، طفت على وجه مستنقع التفاهات التي ينفتها البعض على مواقع التواصل الإجتماعي انطلاقا من كندا، وجوه أعماها الطمع، ولم تدخر جهدا في الإساءة الى ملك البلاد، والى رموز المملكة ومؤسساتها، منهم من يسعى لتحصيل أكبر قدر من المشاهدات مقابل دولارات يجنيها نهاية كل شهر، ومنهم من يتوصل بدعم من جهات تكن عداء ومقتا بغيضا لبلدنا.
الابتزاز سبيل لكسب المال:
يظن بعض المعتوهين انهم كلما أكثروا من سب رموز المملكة، كلما رفعوا سقف التحدي، والنهاية ستكون تحصيلهم لأموال طائلة من الجهات التي يبتزونها، إن عاجلا أو آجلا، والحقيقة أنهم يوسعون الهوة في كل مرة بينهم وبين وطنهم الأم، ذات الوطن الذي فيه ولدوا، وتعلموا، وعاشوا أسعد الأيام.
أعداء المغرب لا يكلون ولا يملون، ويسخرون كل إمكانياتهم للتحريض ضد المغرب، ويدفعون بسخاء لمن ينضوي تحت لواءهم، وينخرط في خططهم الخبيثة، بهدف ضرب أمن واستقرار البلاد، لكن لسوء حظهم أن للمغرب رب يحميه، وملك يحكمه، ورجال عيونهم يقضة، وشعب رصين لا ينصاع وراء التحريض، ومهما قست عليهم الظروف، لا يخونون وطنهم أبدا.
الابتزاز يفضح صاحبه، لا يسمن ولا يغني من جوع:
“لو كان الخوخ يداوي، كون داوا راسو”، مثال يتداوله المغاربة فيما بينهم، ولن نجد خير منه لتلخيص الوضع المشار إليه سالفا، فحال من نشروا أكاذيب الانتصار الواهية، يعيشون عيشة الذل، فبعد عقود فضوها بكندا، قد يغادرونها يوما ولا يبقى لهم أثر يذكرهم الناس به، لم ينفعوا انفسهم، ولم يخدموا مستقبلهم، ولا نفعوا بشيء يذكر اوطانهم، ولا يصح لأي شخص عقله سوي، أن يتخذهم مثلا يقتدي بهم.
حبل الكذب قصير:
من بين هؤلاء الأبواق البئيسة، من يقدم نفسه خبيرا يقدم النصح للآخرين في مجالات لا يفقه فيها، ومنهم عاطل عن العمل يقدم نفسه رجل أعمال، ومنهم من يعرض لسانه للكراء، وآخر يعرض وجهه للكراء، وهذا يعرض منصته لمن يدفع اكثر، ينشر فيها ما يشاء، ويقول فيها ما يريد.
إن الوطن غفور رحيم :
مقابل هذا الكم الهائل من السب والقدف، واختلاق القصاصات، وتلفيق التهم الواهية، تنأى الإدارة المغربية في المغرب وفي كندا عن التجاوب مع التفاهات التي يلفظها هؤلاء على مواقع التواصل الإجتماعي، بل وترحب بكل من قرر العودة إلى أحضان وطنه، وحكم العقل، وانتصر لأصله ولبلده، وتوقف عن التهجم على بلده وعلى رموز الوطن، فقد رفع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه في السابق شعار “إن الوطن غفور رحيم”، فعاد إلى الوطن معارضون وآخرون حملوا السلاح في وجه الجيش المغربي، وتولى بعضهم مناصب سياسية وإدارية، فهل يعتبر اولوا الألباب قبل فوات الأوان.