الصحافة _ وكالات
أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة عن برمجة الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا مطلع سنة 2023 بدل شهر نونبركما كان مقررا سلفا، ما أثار جدلا حول إمكانية عودة نوع من التوتر بين الجانبين خاصة في ملف سبتة ومليلة المحتلتين والذي أُثير بشكل لافت خلال مراسلة البلدين مع الأمم المتحدة.
وضع مدينتي سبتة ومليلية يعود إلى الواجهة من جديد ملقيا بظلاله على العلاقات المغربية الإسبانية، هذه العلاقات التي استعادت تحسنا لافتا خلال الأشهر الماضية، لاسيما بعد تبدّل موقف مدريد لصالح الرباط في ملف الصحراء المغربية. لكن مراسلات الجانبين مع الأمم المتحدة بشأن المدينيتن تشي بتوتر مستجد بين المملكتين. ففي ما يؤكد المغرب أن لا وجود لحدود برية مع إسبانيا، ترد الأخيرة بأن المدينتين تتمتعان بنفس وضع باقي المدن الإسبانية الأخرى، هذا مع التأكيد على أهمية الشراكة مع الرباط. فهل ينغّص وضع سبتة ومليلية العلاقات بين الجانبين بعد تحسنها؟.
وفي وقت لم يعلن فيه المغرب عن أسباب الحقيقة وراء هذا التأجيل، سارعت الحكومة الإسبانية التخفيف من وطأته وتأثيره السياسي في الداخل الإسباني بما أن انتقادات لاذعة تطال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، خاصة في ملف سبتة ومليلية.
وفي محاولة لتبرير التأجيل قال وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس إنه مرتبط بالتأخر في قضايا مرتبطة بجدول أعمال الاجتماع، مشيرا إلا أن “العديد من الوزراء يجب أن يكونوا معبئين”.
يذكر أن الحكومة الإسبانية كانت قد وقفت على آخر تفاصيل تشكيل وفدها الذي سيشارك في الاجتماع الذي كان من المقرر الشهر المقبل قبل تأجيله، حيث استبعد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز وزراء حزب “بوديموس” من الوفد، بسبب مواقفهم المعادية للوحدة الترابية للمغرب.
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد قال بداية الأسبوع في الرباط، إن الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا سينعقد مطلع العام المقبل. موضحا خلال مؤتمر صحافي بمناسبة التوقيع على مذكرة تفاهم تروم إرساء شراكة خضراء مع الاتحاد الأوربي، أن هذا الاجتماع سيشكل “لحظة مهمة” بالنسبة للمرحلة الجديدة للعلاقات بين الرباط ومدريد، والتي انطلقت عقب المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في أبريل الماضي.
ويأتي تأخير انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا في بداية السنة المقبلة، بعدما تم تأجيله لمرتين في عامي 2020 و2021، بسبب الموقف الإسباني السابق من قضية الصحراء، وأيضاً بسبب أزمة استقبال مدريد زعيم “البوليساريو” بهوية جزائرية مزيفة للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، قبل أن يتم الاتفاق على عقد هذا الاجتماع في نهاية هذه السنة، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل قضية الصحراء، في تحول لافت في موقف المستعمر السابق للمنطقة.
المصدر: الأيام 24