الصحافة_وكالات
تيار بنكيران يرفض التحجيم وأصوات تطالب بعقد مؤتمر استثنائي
فبينما يدافع العديد من قادة الحزب المقربين من دوائر القرار، عن خيار تقليص المشاركة في الانتخابات المقبلة، ضمنهم وزيران، وأعضاء في الأمانة العامة، يعارض آخرون ذلك، من تيار بنكيران، ويعلنون أحقية حزبهم بخوض اختبار الاستحقاقات المقبلة دون قيود أو شروط.
وترى آمينة ماء العينين، القيادية النشيطة والمثيرة للجدل في الحزب، أنها غير مؤمنة بخيار تقليص المشاركة، لأنه بنظرها متجاوز وسطحي بهاجس عددي ودون مضمون سياسي.
وقالت ماء العينين إن “النقاش الحقيقي اليوم يجب أن ينصب على المضمون السياسي الذي سيؤطر الانتخابات المقبلة، بعيدا عن لغة الأرقام والمقاعد”، مضيفة في تعليقها على الجدل الدائر داخل الحزب بخصوص تقليص مشاركته من عدمها، “يجب أن نعترف أن حزبنا عاجز اليوم عن قيادة النقاش السياسي، أو التأثير فيه بفعالية، ولذلك لم يعد الرهان كامنا في الفوز بالرتبة الأولى، بقدر ما يكمن الرهان في تجديد الفكرة والأطروحة والتعبئة حولها”.
وبرأي ماء العينين، فإن البلد في حاجة إلى تسوية حقيقية، أسمتها “العملية التفاوضية” الكبيرة، وعلى حزبها أن يكون فاعلا رئيسيا فيها. ولإنجاح التسوية المطلوبة، مطلوب مضمون سياسي ديمقراطي ونخبة قادرة على إدارة النقاش والتفاوض، إذ لم يعد ممكنا بالنسبة إلى المغرب التوجه إلى الانتخابات في ظل صراع غوغائي حول عدد المقاعد، مع كل هذا الفراغ المهول الذي تعيشه الحياة السياسية.
من جهته، قال حسن حمورو، القيادي الشاب في “المصباح”، والمقرب من بنكيران، إن “السياق الذي سبق للحزب أن اتخذ فيه قرار تقليص المشاركة في الانتخابات في 2003 انتفى، ولم يعد قائما، وأنه جاء في إطار التفاعل الإيجابي مع طلب مباشر من السلطة، حسب ما أكدته قيادة الحزب في تصريحات علنية”.
وقال حمورو الرافض لمبدأ تقليص مشاركة حزبه في الانتخابات، إن “استعمال عبارة الصدام مع الدولة، ظل مجرد فزاعة لتخويف جزء من قيادة الحزب، للتأثير عليها أثناء التداول في اتخاذ القرارات والمواقف، والواقع أن وثائق الحزب وأدبياته تؤكد أن أحد مبررات وجوده، إسناد الدولة ومساعدتها”.
وحسب المصدر نفسه، فإن قرار تقليص المشاركة في الانتخابات المقبلة، يعد حلا سهلا، بل هروبا وتخليا عن الواجب الوطني، ورسالته ثقيلة، ومخالفة لمواقف الحزب، تجاه المؤسسات السيادية للدولة، لأنه يستنبط التشكيك في المسار الديمقراطي للدولة”.
ويرى حمورو، الذي يطالب بعودة بنكيران إلى قيادة الحزب، أن الانتخابات المقبلة، تعتبر “محطة مناسبة لامتحان القيادة الحالية للحزب، وفرصة لتمحيص الاختيارات التي تبناها الحزب ما بعد 18 مارس 2017، ولذلك فإن نسبة التغطية في الانتخابات لا ينبغي أن تنزل عن نسبة تغطية آخر انتخابات، حتى يكون الامتحان موضوعيا ومنصفا”.
وأضاف المتحدث ذاته أنه “إذا ظهر لبعض الإخوة في القيادة أن الانتخابات المقبلة لن تنصف الحزب، ولن تكون محطة مناسبة لامتحان المواقف التي دبر بها الحزب المرحلة، فالحل هو الدعوة لمؤتمر استثنائي لرص الصفوف”.
المصدر : الصباح