الصحافة _ كندا
في موقف قد يشعل خلافات عميقة داخل الأغلبية الحكومية، وجّه عبد الرحيم بوعيدة، القيادي بحزب الاستقلال، دعوة صريحة لحزبه بالانسحاب الفوري من حكومة عزيز أخنوش، محذرًا من أن الاستمرار فيها سيكون بمثابة “انتحار سياسي” قبل الانتخابات المقبلة. واعتبر بوعيدة أن بقاء الحزب في هذه التشكيلة الحكومية “لن يجني منه سوى الخسارة”، مستحضرًا سيناريو انسحاب حزب الاستقلال بقيادة حميد شباط من حكومة عبد الإله بنكيران سنة 2013.
وفي تصريحات مثيرة خلال استضافته في برنامج “نبض العمق” على موقع “العمق” الإخباري، أكد بوعيدة أن “الواقع داخل الحكومة لا يخدم حزب الاستقلال”، مشددًا على أن الحزب إذا كان يطمح إلى تصدر الانتخابات القادمة، فعليه مغادرة الحكومة فورًا. وأضاف أن موقفه يعبر عن قناعاته الشخصية، تاركًا القرار النهائي لقيادة الحزب، لكنه لم يُخفِ قناعته بأن الاستمرار ضمن الأغلبية قد يكون بمثابة “ضربة قاتلة” لطموحات الحزب السياسية.
ولم يتردد البرلماني الاستقلالي في انتقاد أداء الحكومة بشكل عام، معتبرًا أنها “تخدم مصالحها الخاصة وتراكم الثروات على حساب المواطنين”، مؤكدًا أن التداخل بين السلطة ورجال الأعمال أصبح واضحًا بشكل لم يعد يُخفى على أحد. وذهب أبعد من ذلك، حينما وصف حزب الاستقلال داخل الحكومة بأنه “مجرد عجلة احتياطية” تخدم حزب التجمع الوطني للأحرار، في وقت يجب أن يكون فيه الحزب في موقع أقوى نظرًا لتاريخه العريق ودوره في الحركة الوطنية.
وفي سياق انتقاده اللاذع، لم يتردد بوعيدة في التعبير عن استيائه من تراجع الحزب عن وعوده الانتخابية، خصوصًا تلك المتعلقة بتسقيف أسعار المحروقات ودعم الأسعار، معتبرًا أن هذا التراجع “يقيد نواب الحزب داخل البرلمان”، ويؤثر على مصداقية الاستقلال لدى المواطنين.
ولمّح بوعيدة إلى استعداده الكامل لمواجهة أي تداعيات سياسية لمواقفه الجريئة، قائلاً: “إذا كان كلامي سيفجر الأغلبية، فلتنفجر، وأنا مستعد للخروج منها غدًا”. موقف يُظهر أن التوتر داخل صفوف حزب الاستقلال تجاه التحالف الحكومي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مما يضع قيادة الحزب أمام تحدٍّ مصيري في تحديد موقعه المستقبلي داخل المشهد السياسي المغربي.