الصحافة _ كندا
في هجوم لاذع يعيد إحياء نبرته النارية، خرج عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، برسائل سياسية مشفرة وواضحة في آن واحد، مؤسساً لخطاب تعبوي قبل أيام من المؤتمر الوطني لحزبه.
خلال كلمته في اجتماع الأمانة العامة للحزب مساء السبت، لم يتردد رئيس الحكومة الأسبق في التأكيد على قدرة “المصباح” على استرجاع مكانته في المشهد السياسي، قائلاً: “كنا في الصدارة لمدة عشر سنوات، وتمت الإطاحة بنا بالمؤامرات… ولكن قادرين نرجعو، وحتى بنفس الطريقة!”
الزعيم السياسي، الذي لا يفوت فرصة لتصويب سهامه نحو خصومه، وجّه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، مطالباً إياه بالخروج من صمته حيال الاتهامات المتكررة بتضارب المصالح: “حنا اللي طرحنا هاد القضية، ولا زلنا ننتظر الجواب… لا من عندو، ولا من عند فريقه، ولا من الناطق الرسمي. والسبب واضح: ما عندهومش الجواب!”
ابن كيران لم يكتفِ بذلك، بل دعا أخنوش إلى اتخاذ موقف واضح: “إلى ما قدرش يجاوب، على الأقل يعتذر… ولا يمشي فحالو.”، معبّراً عن استيائه مما اعتبره صمتاً حكومياً مطبقاً تجاه قضايا تهم المواطنين، وفي مقدمتها الغلاء الفاحش للأسعار.
وتطرق أيضاً إلى الارتفاع الصاروخي في أسعار المواشي واللحوم، قائلاً: “إلى كان الغلاء من الله، المغاربة كيتفهمو وكيصبرو، لكن إذا كان فيه الريع والاحتكار، هنا خاص رئيس الحكومة يخرج ويهضر.”
وفي سياق الاستعدادات للمؤتمر الوطني، كشف ابن كيران أن التقرير السياسي الذي نوقش في الاجتماع كان مشبعاً بالنقد القاسي تجاه الحكومة: “ما يمكنش نستدعيو رئيس الحكومة ويسمع غير التقريع مباشرة… كون دارو شي حاجة مزيانة، كنا غادي نقولوها.”
بهذه الخرجات، يبدو أن ابن كيران يعيد شحن قواعده، ويهيئ الحزب لمرحلة جديدة من المواجهة السياسية، متسلحاً بنفس الخطاب القديم، لكن في ظرفية سياسية أكثر توتراً وتعقيداً.
