الصٌَحيفة
في الوقت الذي يحاول ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تعزيز علاقات المغرب بدول أمريكا الجنوبية من خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً والتي كللت بالنجاح بعد سحب جمهورية السلفادور إعترافها بالكيان الوهمي، وجه حكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين ضربة معادية للمغرب ودبلوماسيته بفتح الباب أمام البوليساريو بالتحرك داخل البرلمان الأمريكو لاتيني.
بنشماش والذي يعتبر الرجل الرابع في هرم السلطة، قام بزيارة إلى بنما، مصطحبا معه رئيس البرلمان الإفريقي روجر نكودو دانغ، حيث وقع هذا الأخير إتفاقية مع برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو) وذلك على هامش أشغال الجمعية العامة السنوية لهذه المؤسسة.
وعلى اعتبار أن جبهة “البوليساريو“ عضو داخل الإتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي، ستسمح هذه الإتفاقية والتي جاءت بإيعاز من بنشماش، بتحرك أكثر للإنفصاليين في هذه الدول، والتي حاول المغرب إبراز حضوره داخلها على جميع المستويات، وحشد أكبر عدد من الدعم للوحدة الترابية ولمقترح الحكم الذاتي والذي أصبح يحظى بإجماع متزايد من قبل المنتظم الدولي.
هذه الخطوة الغير محسوبة لبنشماش، ستفتح الباب أمام البوليساريو للتواصل والترافع أمام هذه الدول ونسج علاقات، من شأنها أن تعيق مسار إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل وكذا التسوية الأممية والجهود التي تنخرط فيها الدبلوماسية الرسمية المغربية، ذلك أن المغرب عندما قرر العودة المؤسساتية للحضن الإفريقي، كان هدفه إيقاف مناورات الخصوم داخل القارة، غير أن رئيس مجلس المستشارين قرر اليوم باصطحاب رئيس البرلمان الإفريقي والعمل على توقيع هذه الإتفاقية، بمنح البوليساريو مكاناً جديداً للترافع ضد القضية الوطنية.