الصحافة عن الجزيرة
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران ارتكبت خطأ جسيما بإسقاطها طائرة أميركية مسيرة، وقال إن شكل الرد سيحدد قريبا، بينما تصر إيران على أن الطائرة كانت تحلق في أجوائها.
وأثناء استقباله رئيس وزراء كندا جاستن ترودوا بالبيت الأبيض، قال ترامب للصحفيين إن إيران ارتكبت خطأ كبيرا، وإن الطائرة المسيرة كانت في المجال الجوي الدولي عند إسقاطها “ولدينا ما يوثق ذلك”.
وأضاف ترامب أنه لا يشعر أن إدارته تدفعه نحو الصراع وأنها تفعل عكس ذلك تماما في بعض الحالات، وعندما سئل عن شكل الرد على إيران قال “ستعرفون قريبا”. وأوضح الرئيس الأميركي أن الطائرة المسيرة كانت غير مسلحة، واعتبر أن الأمر كان سيختلف كثيرا لو كانت مأهولة.
وقال أيضا “إيران ربما أسقطت الطائرة المسيرة عن طريق الخطأ.. ربما يكون شخص غبي فعل ذلك”.
الطائرة المسيرة من طراز أم كيو-4 سي غلوبال هوك (رويترز-أرشيف) كما ذكر مسؤول في البنتاغون أن الوزارة قدمت عدة سيناريوهات لرد عسكري ضد إيران ومنشآتها وأن القرار الآن بيد الرئيس ترامب. وقبل ساعات، قال ترامب في تغريدة مقتضبة إن “إيران ارتكبت خطأ جسيما!”.
حراك بواشنطن وفي كلمة لها بالكونغرس، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن بلادها لا ترغب في خوض حرب مع إيران، مضيفة أن عشرين مشرّعا سيحصلون على إفادة بشأن “الوضع الخطير” في إيران.
واعتبرت بيلوسي أن ترامب لا يريد الدخول في حرب مع إيران، وأن الشعب الأميركي بدوره لا يريد ذلك، وقالت إن “على إدارة ترامب ألا تتصرف بتهور وأن تدافع عن مصالحنا بشكل قوي وإستراتيجي”.
أما السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام فقال للصحفيين بالكونغرس إنه من الواضح أن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية، مضيفا “يجب ألا نخضع لإيران فذلك سيشجع كوريا الشمالية”.
ورأى غراهام أنه يجب اتخاذ إجراءات رادعة ضد إيران، وأنه يجب أن يكون أي اتفاق معها في صالح بلاده، وتابع “لن نذهب لمغامرة دون أن نعرف ماذا سنفعل”.
واعتبر السيناتور الجمهوري أن إيران تحاول اختبار ترامب، وأنهم إذا تمكنوا من العبور من هذا الفعل فإن ذلك سيشجع التصعيد.
وجاءت هذه التصريحات بالتوازي مع عقد مجلس الأمن القومي اجتماعا رفيع المستوى بالبيت الأبيض بشأن إيران وبحضور مسؤولي وزارة الدفاع.
وبثت وزارة الدفاع (بنتاغون) تسجيل فيديو قالت إنه يوثق عملية إسقاط الطائرة بصاروخ من الحرس الثوري الإيراني.
وقدم قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف غاستيلا إحاطة للبنتاغون عبر الهاتف، أوضح فيها موقع إسقاط الطائرة فوق خليج عُمان.
خريطة عرضها البنتاغون لموقع سقوط الطائرة المسيرة وأوضح الجنرال أن الطائرة المسيرة كانت تقوم بعملية استطلاعية في إطار عمليات رصد حرية الملاحة، وأن الهجوم عليها غير مبرر لأنها لم تخترق الأجواء الإيرانية، حيث تم إسقاطها على بعد 34 كلم من الساحل الإيراني وسقطت في المياه الدولية. وقبل ساعات، قالت القيادة المركزية الأميركية التابعة للبنتاغون في بيان إن إسقاط الطائرة المسيرة عمل استفزازي وهجوم غير مبرر على أجهزة المراقبة الأميركية العاملة بالمجال الجوي الدولي، ونفت وجود أي طائرات مسيرة أميركية تعمل في المجال الجوي الإيراني.
كما نقلت قناة الحرة عن مصدر في الوزارة لم تسمه أن الطائرة كانت في مهمة استطلاع وعلى مسافة 17 ميلا من الأجواء الإيرانية. وقال مسؤول أميركي لرويترز إن موقع حطام الطائرة موجود في المياه الدولية بمضيق هرمز، وإن قطعا بحرية توجهت للموقع بما يناقض رواية إيران.
ونقل موقع ديلي بيست عن مسؤولين أميركيين أن ترامب أكد مجددا أن إدارته لا تسعى لحرب مع إيران، وأنه طلب سرا من مستشاريه تخفيف حدة التصريحات بشأن إيران.
الرواية الإيرانية وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن صباحا أن الطائرة المسيرة، وهي من طراز أم كيو-4سي غلوبال هوك، “تم إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري” في محافظة هرمزغان جنوبي إيران، وأن الطائرة كانت “تتحرك في سرية تامة” عندما تم إسقاطها.
وحذر قائد الحرس الثوري حسين سلامي من أي اعتداء على إيران، قائلا إن إسقاط الطائرة المسيرة حمل “رسالة واضحة” لواشنطن.
وقال وزير الخارجية جواد ظريف في تغريدة على تويتر إن الولايات المتحدة تشن “إرهابا اقتصاديا” على إيران وتكذب بشأن الطائرة.
من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية في بيان “على أميركا معرفة أننا سندافع بقوة عن سيادتنا وأننا لا نريد زيادة التوتر لكننا مستعدون له.. نأمل ألا يكرر أعداؤنا مثل هذه الأخطاء الإستراتيجية، وواشنطن تتحمل مسؤولية أي تداعيات قادمة”.
وأضافت الخارجية الإيرانية أنها قدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة بشأن “انتهاك واشنطن لمجال إيران الجوي”.
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش إن العالم لا يحتمل مواجهة في الخليج، ودعا كل الأطراف إلى ضبط النفس. وفي موسكو، حذر بوتين -خلال لقاء تقليدي يُبث مباشرة- من أن استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران سيؤجج العنف ويؤدي إلى تدفق محتمل للاجئين، وقال إن “الولايات المتحدة تقول إنها لا تستبعد استخدام القوة.. سيكون ذلك كارثة على المنطقة”.
وأضاف الرئيس الروسي أن موسكو تعتقد أن طهران ملتزمة تماما بالاتفاق النووي، ووصف العقوبات على إيران بأنها لا تستند إلى أي أساس.
وتشهد العلاقات بين طهران وواشنطن توترا كبيرا وسط مخاوف عالمية من احتمال وقوع حرب إقليمية، ولا سيما بعدما أعلن البنتاغون الاثنين الماضي أنه سينشر ألف جندي أميركي في الشرق الأوسط، كما أكد وزير الخارجية مايك بومبيو في اليوم التالي أن الحشد العسكري الأميركي في منطقة الخليج يهدف فقط إلى ردع إيران.