الصحافة _ وكالات
استغل الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، مناسبة تهنئة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 20 لجلوسه على العرش، لينوه بالتزام المغرب بالتعددية اللغوية، أياما بعد مصادقة الغرفة الأولى لبرلمان المغرب على تمكين الفرنسية من مناهج التعليم بالمغرب.
وكان مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان)، قد مرر في تموز/يوليو الجاري، مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بعد حصوله على الأغلبية كبيرة، منهيا بذلك الجدل حوله رغم غياب أكثر من 130 نائبا برلمانيا.
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية)، في قصاصة لها، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نوه في برقة أرسلها للعاهل المغربي بمناسبة الذكرى 20 لعيد العرش، بالتزام الملك بالتعددية اللغوية، التي تتيح للشعبين تحقيق تقارب لا مثيل له.
وأضافت أن الملك محمد السادس توصل ببرقية تهنئة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش.
وأعرب ماكرون، في هذه البرقية، باسمه الخاص وباسم فرنسا عن أحر تهانئه وأطيب متمنياته بموفور الصحة والسعادة للملك.
وأبرز الرئيس الفرنسي، أن “المغرب عرف منذ 1999 ، في ظل قيادة الملك ، تحولات كبرى. كما تم القيام بإصلاحات هامة لتمكين المملكة من تحقيق تنمية متناغمة وشاملة ومستدامة، وخاصة لفائدة الشباب، مؤكدا على أن “فرنسا تقف بجانب المغرب وتواكب مشاريعه”.
وأضاف ماكرون حسب ذات المصادر، أن “فرنسا تنوه أيضا بتعبئتكم من أجل مكافحة تغير المناخ، وتعزيز السلام والأمن الإقليميين، وحول قضية الهجرة الحساسة”.
وسجل أنه في الوقت الذي تؤثر فيه الشكوك المتزايدة على القدرة على إدارة هذه الرهانات العالمية بشكل جماعي، فإن أمتينا تضطلعان، أكثر من أي وقت مضى، بدور رئيسي في خوض معارك حاسمة بالنسبة لمستقبل مجتمعينا”.
وتحدث الرئيس الفرنسي أن “عهد الملك تميز كذلك بتعزيز الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا، معربا عن أمله في مواصلة ازدهار الشراكة بين البلدين، لتكون أكثر رسوخا”.
وعاش المغرب جدلا واسعا في السنتين الاخيرتين بسبب الاختلاف حول اعتماد الفرنسية في مناهج التعليم، دفعت بنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق وسم “فرنسة التعليم خيانة”، ودفع رئيس الكلتة النيابية لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة للاستقالة احتجاجا، فيما اعبره رئيس الحكومة السابق انتصارا للمستعمر على المغاربة.
واعتمد المغرب سياسة تعريب التعليم منذ عام 1977، لكن هذه السياسة ظلت متعثرة، وبقيت المواد العلمية والتكنولوجية والرياضيات تُدرَّس باللغة الفرنسية في التعليم الثانوي بالبلاد، إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وتعود بداية فرنسة التعليم المغربي إلى العام 2015، عندما أصدر وزير التربية الوطنية السابق رشيد بلمختار مذكرة طالب فيها مسؤولي الوزارة الجهويين، بتعميم تدريس المواد العلمية والتقنية في المرحلة الثانوية باللغة الفرنسية.