الصحافة _ الرباط
إعفاء غالي من المتابعة القضائية رغم ما يحمل من تواطؤ اسباني ، وسقوط مدو للعدالة ، وتورط القضاء في خدمة الأهداف السياسية على حساب العدالة الانسانية ونصرة المظلومين .
في المخيمات ، لم يتلق الجميع الخبر بنفس الطريقة ، ولم يفرح كل الأتباع بالخبر ، فكيف تلقت المخيمات خبر عدم متابعة ابراهيم غالي .
على المستوى الشعبي :
وجهت مؤسسات جبهة البوليساريو الساكنة عبر طرقها التجييشية ومجموعاتها التأطيرية ، الى تعميم خبر استقبال ابراهيم غالي شعبيا ، وحثهم على المشاركة بكثافة وإظهار الأمر بصورة عفوية ، تدل على التلاحم ، واستغلال الأمر قد الممكن ، لتجاوز الأعطاب التي خلفتها الأشهر الأخيرة.
على المستوى الرسمي :
خرجت رئاسة البوليساريو ببيان رسمي حول استدعاء ابراهيم غالي أمام القضاء، وعممت البيان حتى قبل خروج قرار القاضي، وهو ما يفهم منه أن جبهة البوليساريو كانت على علم بمخرجات القرار قبل صدوره ، ويثبت ذلك بالدليل وجود مؤامرة إسبانية جزائرية ، كل شيء فيها معد ومخطط له ، وما بيان رئاسة البوليساريو الا جزء بسيط من تفاصيل الفضيحة ، فمتى كتب البيان ؟، وكيف نشر قبل معرفة الحكم ، أسئلة محرجة لجبهة البوليساريو ، لكن ما يحرجها أكثر ، ان البيان صدر باسم الرئاسة ، والرئيس مريض وماثل أمام القضاء ، فكيف صدر البيان بدون موافقته ، وإن كان بموافقته فمتى تم الاتفاق على تفاصيله.
البيان الرئاسي يحيلنا على الصراع بين القيادة الذي تطرقنا له مرات عديدة، وهو الصراع الذي استفحل بمرض غالي ، ونقله الى اسبانيا ، واتخذ أبعادا خطيرة بدخول ابراهيم غالي في دوامة المتابعة القضائية .
كانت بعض القيادات تمني النفس باستحالة عودة ابراهيم غالي ، بسبب المرض الذي قد يرديه ميتا كما فعل ببعض رفاقه ، أو بسبب المتابعة التي لم يكن من الممكن خروجه منها بسبب حجم الملفات التي توبع بها ، لولا التواطء المفضوح للقضاء مع الحكومة الاسبانية.
يعود ابراهيم غالي الى الجزائر الليلة ، ويطلق رصاصة الرحمة على تحالفات وتطلعات غذاها غيابه، وينهي جدلا حول من يخلفه، الجدل الذي زكى أطماع أجنحة القيادة، وتصارعت فيما بينها بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، في سبيل خلافة ابراهيم غالي .
يعود ابراهيم غالي ، والصدمة بادية على رفاقه من القيادة ، ممن خانوه بمجرد علمهم بوجوده في اسبانيا للعلاج، وحاكوا المؤامرات لابعاده ، وعززوا صفوفهم ، وخلقوا التكتلات للظفر بخلافته ، فاستفرد كل منهم بالقطاع الذي يديره ، حتى صارت جبهة البوليساريو مجموعة من الجبهات المتناحرة.
انها قيادة البوليساريو ، والجزائر تعرفها وتعرف حقارتها ، وتعرف حبها للمصالح ، ورغبتها في المناصب ، ولهذا تتحكم بها كيفما تشاء.
عودة ابراهيم غالي سيكون لها ما بعدها ، وعودته الليلة الى الجزائر تقابلها مشاعر مختلطة بالمخيمات ، الأكيد أن مشاعر الفرحة لن تشمل سوى عائلته ، أما الساكنة فمجبرة على الفرح شاءت أم أبت ، وأما القيادة فقد اعتادت النفاق ، ولا بد أنها ستنتظر وصول ابراهيم غالي الى حين دخوله المخيمات لتفرح أو تظهر الفرح المغلف ، أما اليوم والى حين وصوله ورؤيته مباشرة ، فهي ستدعي الفرح ، وستسعى باحتشام لإبداء الرضى الذي لا يعكس جوهرها ، بينما تمني النفس بأن يحدث ما يمنع دخوله المخيمات ، حتى يكون لها نصيب من الغلة ومن المناصب التي يتمتع بها جناح ابراهيم غالي ولو إلى حين .
*منتدى فورستاين