الصحافة _ الرباط
بعد أشهر من الحراك السلمي الذي انطلق يوم 22 فبراير الماضي في الجارة الشرقية، وتحقيق الشعب الجزائري نتائج مهمة ضد النظام، بدأت بعض المواقع في الاصطياد في الماء العكر، ومحاولة صرف اهتمام الجزائريين عن مصالحهم والبحث عن إشعال الفتنة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي.
هذه المواقع، بدون حياء، اتهمت الصحافية فدوى مساط، التي أعلنت استقالتها من قناة “الحرة”، بعد 15 سنة من العمل، بالتخابر والعمل كجاسوسة، وقلبت الرواية، مدعية أن القناة طردت الصحافية المغربية، في نسج غريب لرواية تفتقد إلى الروابط المنطقية.
وفي محاولة للضحك على الذقون، كتب أحد هذه المواقع أن “قناة الحرة أقالت فدوى مساط بعد اعتراضها على تسجيل حوار مع زعيم البوليساريو”، كما قدمها كمسؤولة على مواقع التواصل الاجتماعي للقناة، ليبقى السؤال الغريب، متى كان المسؤول على مواقع التواصل الاجتماعي لمنبر إعلامي يتدخل في محتويات القناة والبرامج؟!
ولأن ما بني على باطل فهو باطل، نشرت هذه المواقع “خبر” إقالة فدوى مساط مرفقا بتدوينات لهذه الأخيرة تعلن فيها استقالتها طواعية من القناة وليس الإقالة، ليطرح سؤال آخر: “كيف تتم إقالة صحافية أعلنت استقالتها سابقا؟!”.
هذه المواقع أبانت عن سوء نيتها منذ زمن طويل، فهي نفسها التي كانت تطبل للولاية الخامسة للرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، والذي خرج الشعب ضده، وهي نفسها التي لم تنقل احتفالات الشعب المغربي مع الجزائريين بفوز الخضر بكأس الأمم الإفريقية، وهي التي لم تتحدث عن الاحتفال المشترك للجزائريين والمغاربة على الحدود الجزائرية المغربية، وهي كذلك التي لم تكتب ولو سطرا واحدا عن الاستقبال والضيافة التي حضي بهما المعلق الجزائري المحبوب حفيظ دراجي في عدد من المدن المغربية، خلال العطلة الصيفية، بعدما منعه النظام الجزائري من الدخول إلى وطنه بسبب مواقفه ومسانتده للحراك الشعبي.