الصٌَحافة _ وكالات
في خضم التوتر بين واشنطن وطهران، استدعت إيران القائم بأعمال سفارة الإمارات للاحتجاج على إقلاع الطائرة الأميركية -التي أسقطتها إيران- من قاعدة الظفرة الإماراتية، الأمر الذي اعتبره إيرانيون مشاركة في “الاعتداء” على بلدهم.
وبينما تبدو أميركا مترددة في توجيه ضربة عسكرية لإيران بذريعة الدواعي الإنسانية ولتفادي سقوط ضحايا، سلمت طهران الدبلوماسي الإماراتي مذكرة احتجاج رفضت فيها “تقديم تسهيلات للقوات الأميركية لانتهاك حدود إيران”، مؤكدة ضرورة عدم “تنصل الإمارات من مسؤوليتها” تجاه ذلك.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد ساعات من إسقاط الطائرة المسيرة أنها “أقلعت من الإمارات بتقنية التخفي”، بالتزامن مع نشر الحرس الثوري شريطا مصورا يظهر أنها انطلقت من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.
حذار من الخطأ
تحرك الجهاز الدبلوماسي الإيراني أعقبه خطاب عسكري على لسان الناطق باسم هيئة الأركان العميد أبو الفضل شكارجي، حذر فیه من أن “أي خطأ عسكري ترتكبه أميركا وحلفاؤها في المنطقة سيكون بمثابة إطلاق الرصاص على برميل البارود الذي سيحرق أميركا ومصالحها وحلفاءها في المنطقة”.
ووجه مستشار رئيس البرلمان الإيراني والسفير الأسبق في المنامة حسين أمير عبد اللهيان تحذيرا للسعودية والإمارات والبحرين لما أسماه “اللعب بالنار التي ستحرقهم”، متهما تلك الدول بزعزعة أمن المنطقة عبر منح أراضيها للأجانب للقيام بعمليات استفزازية وتجسسية ضد بلاده.
من جانبه، انتقد كمال دهقاني نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني الإمارات بشأن سياساتها “الخاطئة” حيال إيران، وقال إن “الإمارات تخول القوات الأميركية الانطلاق من أراضيها ضد الدول الأخرى وكأنها أصبحت شريكة في الاعتداء علينا، ومن جهة أخرى تطلق تصريحات عدائية ضد إيران”.
وفي السياق، أشار النائب في البرلمان الإيراني سيد حسين نقوي حسيني إلى أن أميركا تعمل على افتعال الخلافات بين المسلمين وشعوب الشرق الأوسط، مضيفا أن واشنطن تستغل السعودية والإمارات في سبيل تحقيق أهدافها، و”في الحقيقة أنهما ليستا سوى لاعبين يتحركان بأياد أميركية”.
صفعة قوية
وتعقيبا على تصريحات المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك خلال جولته الإقليمية بشأن التنسيق بين واشنطن وأبو ظبي، اعتبر الکاتب أکبر نبوي أن منح السعودية أو الإمارات أو البحرين أراضيها للقوات الأميركية باستخدام قواعدها العسكرية ضد إيران يضع هذه الدول في جبهة الأعداء، ولن تكون في منأى عن الرد الإيراني.
في المقابل رأى الكاتب محمد حسين محترم أن الإمارات والسعودية ليستا في موقع يحظى باهتمام إيراني على خلفية إسقاط الطائرة، رغم ضرورة دفعهما ضريبة المسايرة مع أميركا، وطالب المعنيين في إيران بالتركيز على تحركات أميركا التي تهدد الأمن في الخليج والرد عليها بطريقة مباغتة.
وخصصت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي افتتاحيتها للحدث تحت عنوان “صفعة إيرانية قوية لأميركا”، وكتبت بخط عريض أن السعودية والإمارات ستلقيان نصيبهما لدورهما “العدائي” ضد الشعب الإيراني.
أما الصحفي حسين شريعت مداري فسلط الضوء على الابتزاز الأميركي للسعودية والإمارات، واتهم أبو ظبي بخيانة جارتها الشمالية، وقال إنه لا يمكن للإمارات التنصل مما فعلته ضد إيران ولا بد من معاقبتها، وعلى الإماراتيين والسعوديين أن يعلموا أن حبال الرئيس دونالد ترامب مهترئة وستلقي بالحكام الذين يتمسكون بها إلى قعر البئر، حسب تعبيره.
تدوينات ووسوم
وأطلق مغردون إيرانيون منذ الخميس وسمين تحت عنوان “الانتقام من الإمارات” و”عش العدو” للتعبير عن غضبهم من إقلاع الطائرة الأميركية المسيرة غلوبال هوك من قاعدة إماراتية، وتفاوتت لهجة الخطاب بين العتب والغضب، وصولا إلى المطالبة بالانتقام من أبو ظبي.
وكان الناشط حسين دليريان أول من ألقى الضوء على انطلاق الطائرة من أراضي الإمارات، وتساءل عما إذا كانت أبو ظبي ستلقى ردا من الحرس الثوري.
كما ألقى الباحث في العلاقات الدولية سيد سجاد باللوم على بلاده لعدم التطرق إلى دور الإمارات في رسالتها الاحتجاجية إلى الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة دفع حلفاء أميركا ضريبة مسايرتهم لترامب.
ويعتقد أستاذ القانون الدولي رضا نصري أن الإمارات ارتكبت خطأ دوليا وينبغي على إيران توجيه إنذار رسمي لأبو ظبي، لأن ما فعلته هو “اعتداء” في القانون الدولي.
واعتبر الناشط المقرب من قوات التعبئة رسول شكري نيا أن بعض دول المنطقة التي ينظر إليها الأميركيون باعتبارها “بقرة حلوبا” فشلت في إشعال فتيل الحرب، وأضاف أن الإمارات لا بد أن تدفع ضريبة مساهمتها في عملية التجسس الأميركية.
وبينما يعتبر بعض المغردين أن من السذاجة إلقاء اللوم على ترامب فحسب، رأى البعض الآخر عدم إغفال شركاء أميركا في المنطقة، ووصفوا دور الإمارات بالشرير، لا سيما بعد ظهور تغريدات مسؤولين إماراتيين امتعضوا من تراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران.