الصحافة _ الرباط
في مختبر أبحاث المناعة في جامعة كاليفورنيا-إيرفين، يعتكف الخبير الأمريكي المغربي لبشير بن محمد وفريقه على تطوير لقاح عالمي فعال ضد جميع أشكال كورونا، وضد المتغيرات الجديدة المحتملة، في مشروع واعد استثمرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، حوالي 4 ملايين دولار.
ويحظى العالم المغربي ابن قرية تاكانتي نواحي إقليم كلميم، باهتمام إعلامي واسع من طرف الصحافة الأمريكية، حيث تبقى أبحاثه وفريقه بالمختبر الذي يديره واعدةً جدّاً في القضاء بشكل نهائي على فيروس “كورونا”، ومختلف متغيّراته.
مجلّة “جون آفريك”، أجرت حواراً مطوّلاً مع ابن راعي الغنم لحسن، الذي أصبح نجماً عالمياً في مجال البحث العلمي المناعي، وهو على رأس أحد أهم مختبرات الأبحاث في أمريكا والعالم.
وكشف لبشير في حديثه لجون آفريك أنّ حلمه الأول كان أن يصير طبيباً، غير أن عدم نجاحه في الالتحاق بكلية الطب بالدار البيضاء، دفعه لمتابعة دراسته في البيولوجيا بكلية العلوم ابن زهر بأكادير، أين حصل على شهادة الإجازة، قبل الالتحاق بمعهد باستور بباريس، كمتدرب، ثم أكمل دراساته العليا، وحصل بفرنسا على شهادة الدكتوراه في مجال التطوير المناعي، حيث اشتغل على لقاح ضد الملاريا،
وتابع العالم المغربي الأمريكي البالغ من العمر 53 سنة، اشتغاله الأكاديمي والعلمي بالولايات المتحدة الأمريكية، متجاوزاً الدرجات العلمية الواحدة تلو الأخرى قبل أن يصبح مسؤولاً على مختبر جامعة كاليفورنيا، مع فريق بحث يتكون من 9 باحثين، يشتغلون حالياً على الاختبارات السريرية، حيث يختبر لقاحه بشكل يومي.
وبالنظر إلى النتائج المشجعة التي تحققت مؤخرا، فإن فريق البروفيسور بن محمد مقتنع بأنه سيتم التوصل إلى لقاح وقائي في الأشهر المقبلة، وسيكون خطوة مهمة في الحد من وباء كوفيد-19، وأيضا أوبئة فيروس كورونا القاتل التي من المحتمل أن ترى النور في السنوات المقبلة، وإن اشتملت هذه الأوبئة في المستقبل على سلالات أخرى من فيروس كورونا تنتقل من الخفافيش، تماما مثل سلالة سارس كوف-2، فإن هناك احتمالا قويا لظهور أنواع أخرى تنتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات الوسيطة.
وفي جوابه على سؤال حول مدى إمكانية المغرب أن يصبح مركزاً لصناعة اللقاحات، أكّد المتحدث بشكل قطعي أن المغرب يتوفر صناعات دوائية متقدمة تتوفر على طاقات بشرية مؤهّلة، مضيفا “شاهدنا كيف تعامل المغرب مع الجائحة، والنجاح الذي حقّقه على هذا المستوى مع صناعة الكمامات الواقية، وأجهزة التنفّس بالإضافة إلى سرعة ونجاعة حملة التلقيح.. كل هذه مؤشرات توضح قدرة المغرب على تطوير وتصنيع العلاجات المناعية واللقاحات”.
ورداً على سؤال حول إمكانية تطوير التعاون المغربي الإسرائيلي في مجالات البحث العلمي بعد استئناف علاقتهما، أجاب العالم المغربي أنّ هذا ممكن، لأن البحث والتطور ليس لهما علاقة بالدين.
وأكّد العالم المغربي، أنه يتوقع ظهور فيروسات جديدة مستقبلاً، قائلا “السؤال هنا لا يتعلق بهل ستظهر أوبئة أخرى مرتبطة بفيروس كورونا، وإنما بمتى وأين ستظهر”، ودعا في هذا السياق للعمل من أجل تطوير منظومات دفاعية لمواجهة الفيروسات، التي ستظهر حتماً مع كل الاختلالات البيئية المسجّلة اليوم.