الصحافة _ وكالات
أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أودري أزولاي، أمس الثلاثاء بباريس، التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز التعاون بين المغرب وهذه المنظمة الأممية في عدة مجالات، لاسيما الحفاظ على التراث المادي وغير المادي للبشرية.
وقالت السيدة أزولاي، في كلمة لها بمناسبة حفل التوقيع، الذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، على اتفاقية للشراكة بين منظمة (اليونسكو) والمؤسسة، “نحن نعلم أن هذا التعاون بين المغرب واليونسكو يرجع فضله لالتزام جلالة الملك والأسرة الملكية”.
وفي إطار هذا التعاون بين المملكة ومنظمة (اليونسكو)، أشارت إلى انعقاد دورة “غنية بشكل خاص” للجنة التراث غير المادي في نونبر الماضي بالرباط، مؤكدة أن هذا التراث كان محل إعلان هام من جلالة الملك، مع الإحداث المرتقب للمركز الوطني للتراث الثقافي غير المادي.
وذكرت المديرة العامة كذلك بتنظيم مؤتمر دولي لتعليم الكبار في مراكش قبل بضعة أشهر، مسلطة الضوء أيضا على الاكتشافات الأثرية الهامة التي تم إجراؤها في المغرب، على غرار أقدم حفريات للإنسان العاقل في جبل إيغود عام 2017، ومجوهرات مغارة بيزمون، التي فتحت آفاقا جديدة حول أصول البشرية.
كما سجلت السيدة أزولاي التزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تدعم اليونسكو منذ سنة 2016 في أعمالها التي تهدف بشكل خاص إلى حماية المحيطات وتطوير التعليم البيئي، فضلا عن العمل الذي قدمته مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط التي تترأسها صاحبة السمو الملكي.
وبحسب المديرة العامة لليونسكو، فإن مدينة الرباط تجسد روح اتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي: حوار بين القديم والجديد، وفهم وتثمين لتراث عريق، مع كونها منخرطة في حداثة كاملة.
وأضافت أن الرباط تظهر، أيضا، كل ما يمكن أن يجلبه الإدراج على قائمة التراث العالمي في غضون عشر سنوات فقط، من حيث دينامية السياسات الثقافية، والتحول الحضري، والتنمية السياحية العقلانية، والفرص المتاحة للمجتمعات المحلية.
وسجلت السيدة أزولاي أنه بفضل هذه الدينامية، والتي احتفالنا بها معا بمناسبة الذكرى العاشرة لإدراج الرباط في قائمة التراث العالمي، تم اختيار الرباط لتكون العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي وأول عاصمة للثقافة الإفريقية.
وتوجهت لصاحبة السمو الملكي قائلة إن “هذه النجاحات تدين بالكثير لالتزامكم الشخصي والعمل الذي تقوم به المؤسسة”، منوهة بتوقيع أول اتفاقية شراكة رسمية بين اليونسكو والمؤسسة، رغم أن المؤسستين شرعتا بالفعل في العمل معا.
وقالت السيدة أزولاي إن هذه الاتفاقية “تفتح آفاقا جديدة، ليس فقط في الرباط أو في المغرب، ولكن أيضا في إفريقيا بشكل عام، وهي إحدى الأولويات الاستراتيجية لليونسكو، والتي تمثل طموح المشاريع التي تدعمها المؤسسة”.
وأشادت بنجاح برنامج “اكتشف تراث مدينتي”، والذي بفضل جهود صاحبة السمو الملكي والمؤسسة، استفاد منه ما يقرب من 4000 تلميذ من أكثر من 60 إعدادية في الرباط، مبرزة أن هذا البرنامج سيمتد إلى البلد بأكمله وسيكون نموذجا يحتذى به في الدول الإفريقية والمناطق الأخرى.
وختمت بالقول إن “التركيز الآخر لعملنا المشترك، في المغرب والقارة الإفريقية، سيكون هو الاستجابة للحاجة إلى جيل جديد من المهنيين المكونين تكوينا جيدا والمتخصصين، وهي حاجة ملحة وحاسمة بشكل خاص، والتي من أجلها تتعاون اليونسكو والمغرب، لاسيما من خلال المؤسسة، في خدمة أولويتنا لإفريقيا”.
يذكر أن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، ترأست اليوم الثلاثاء بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بباريس، بحضور المديرة العامة للمنظمة، السيدة أودري أزولاي، حفل التوقيع على اتفاقية للشراكة بين المؤسستين.
وتركز اتفاقية الشراكة، التي تم التوقيع عليها من طرف إرنستو أوتوني، مساعد المديرة العامة لليونسكو في الشؤون الثقافية، ونزهة العلوي، الكاتبة العامة للمؤسسة، على برنامج اليونسكو لتعليم الشباب في مجال التراث العالمي والقيام بأنشطة لفائدة الشباب المغربي والإفريقي.
وتلتزم المؤسسة واليونسكو بالقيام بالعمل التراثي في القارة الإفريقية. وسيشمل هذا العمل المشترك تنفيذ اتفاقية التراث العالمي بشأن المواقع المصنفة في المغرب وإفريقيا.
وتنص اتفاقية الشراكة، أيضا، على برامج لتعزيز قدرات الفاعلين في مجال التراث الذين يديرونه ويحافظون عليه في الرباط والمغرب وإفريقيا، والمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية التي تنظمها اليونسكو.
المصدر: ماب