الوزير مزوّر يوجّه رسالة حاسمة لإسبانيا: لا نقاش خارج أولويات المغرب

4 ديسمبر 2025
الوزير مزوّر يوجّه رسالة حاسمة لإسبانيا: لا نقاش خارج أولويات المغرب

الصحافة _ كندا

في الوقت الذي كانت مدريد تعتبر أن أزمة 2021 أصبحت من الماضي وأن العلاقات مع الرباط استعادت هدوءها، جاءت التقارير الإعلامية الإسبانية الأخيرة لتكشف حقيقة مختلفة: المغرب لم يعد فقط طرفاً في العلاقة، بل أصبح هو من يمسك بإيقاعها ويديرها بثقة سيادية لافتة، بينما تجد إسبانيا نفسها في موقع المتلقي، لا صانع المبادرة.

فبعد المقابلة التي خصصتها عدة صحف إسبانية لوزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزّور، ساد انطباع قوي في الصحافة هناك بأن خطاب الوزير قدّم درساً دبلوماسياً هادئاً لكنه حازم.
مزوّر تحدث بلهجة وُصفت بأنها “لهجة دولة تعرف وزنها”، واضعاً خطوطاً حمراء لا تقبل الالتباس، ومؤكداً أن الشراكة مع مدريد ليست هبة سياسية، بل معادلة مصالح تحفظها الرباط كما تشاء.

أكثر ما صدم المتابعين في إسبانيا هو حديث الوزير، بكل وضوح، عن أن حسم ملف الصحراء “صار مسألة وقت فقط”، وأن دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي ليس مجاملة دبلوماسية، بل اعتراف ضمني بمسؤوليتها التاريخية في الملف.

بهذا الموقف، فقدت إسبانيا موقع “الحياد المريح” الذي كانت تختبئ خلفه سنوات طويلة.
الرباط لم تعد تقبل بدور الوسيط المتردد، والصحافة الإسبانية نفسها أقرت بأن مدريد باتت مسانِداً إلزامياً للموقف المغربي.

وما بدا أكثر ترسيخاً لتحول موازين القوة، هو رفض مزوّر الانجرار إلى سؤال حول مستقبل سبتة ومليلية المحتلتين. لم يكن ذلك تجنباً للموضوع، بل رسالة واضحة: المغرب وحده من يحدد جدول ما يناقَش وما يُؤجَّل، وكيف.

الصحافة الإسبانية رأت في عبارة الوزير المتكررة: “ليس جزءاً من نقاشنا الآن” رسالة سيادية صامتة لكنها قوية:الرباط تتحدث حين تريد، وفي الوقت الذي تختاره هي—not مدريد.

من جانب آخر، أبرزت الصحف قلقاً متنامياً داخل الأوساط الاقتصادية الإسبانية بسبب الصعود الصناعي للمغرب داخل سلاسل الإنتاج الأوروبية.
فالواقع اليوم، كما كتب بعض المحللين، هو أن الصناعة الإسبانية تحتاج للمغرب أكثر مما كان يتخيله الإسبان أنفسهم، خصوصاً في قطاع السيارات حيث أصبح التكامل بين البلدين أمراً حتمياً لا يمكن لإسبانيا الفكاك منه.

ويفاقم هذا القلق المشاريع اللوجستيكية الكبرى التي يطلقها المغرب، وفي مقدمتها ميناء الناظور غرب المتوسط، والموانئ الأطلسية الجديدة التي ستعيد رسم مسارات التجارة نحو إفريقيا.

ومع أن الأمن والهجرة لم يغادرا دائرة التوتر، فقد ذكّرت الصحافة الإسبانية بأن أي خلل بسيط في التنسيق بين البلدين قادر على إعادة سيناريو “أزمة الطرخال” سنة 2021، مع إشارة واضحة بأن المغرب ليس مصدر المشكلة بل مصدر الحل—متى كان هناك اتفاق واحترام متبادل.

وفي الخلاصة التي انتهت إليها الصحافة الإسبانية:المغرب لم يعد ذلك الجار الجنوبي الذي تُملَى عليه الإيقاعات الدبلوماسية.
إنه اليوم شريكٌ يعرف ما يريد… والأهم أنه يعرف كيف يحصل عليه، بثقة هادئة ودون حاجة إلى رفع الصوت.
أما إسبانيا فقد أصبحت في موقع من يواكب، لا من يوجّه.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق