الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
في الوقت الذي تُدعم فيه المملكة المغربية، حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليا، وساهمت بكل ثقلها الديبلوماسي في احتضان وتبني “اتفاق الصخيرات”، خرج ناصر بوريطة “الوزير الهاوي” المكلف بالشؤون الخارجية والتعاون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج بتصريحات متضاربة حول شرعية مَنْ بين أطراف الصراع الليبي، إذ أنه بدل أن يصدر “الوزير الهاوي” بيانا رسمياً بإسم الجهاز الدبلوماسي المرغبية يوضح فيه التناقض الكبير في التصريحات المنسوبة إليه والتي تم تداولها على نطاق واسع في كبريات المواقع والصحف العالمية، إكتفى بالسماح لأطراف الصراع الليبي بنقل تصريحاته المتضاربة.
فبلاغ وزير خارجية الحكومة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، يقول بأن “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة إلتقى به على هامش الاجتماع الثامن للجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا المنعقد بالكونغو برازافيل، المنعقد يوم السبت فاتح فبراير، وأنه دعاه لزيارة المغرب، وعرض عليه الدعم بعد تحرير طرابلس. في المقابل أصدرت وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية، بلاغا يُفيد بإتصال بينها وبين “الوزير الهاوي” الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي أكد فيه شرعية حكومة الوفاق التي يعترف بها المغرب، وأنها الجهة الوحيدة التي تتعامل معها المملكة المغربية.
وعِوض أن يصدر “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة، أو كما يُلقبه موظفو الجهاز الدبلوماسي المغربي بـ”حب في الحافلة”، بيانا رسميا يحفظ ماء وجه المملكة المغربية، ويكذب فيه بيان وزارة خارجية الحكومة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وينفيها بشكل مفصل، ويؤكد فيها بلاغ وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية، اكتفى بالتفرج على أطراف الصراع الليبي تنوب عن المملكة المغربية في التعبير عن المواقف.
ويبدو أن “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة أعطى تصريحات شخصية لوزير خارجية الحكومة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، بدون تدقيق فيها، وبدون اشتراط عدم نشرها، ليعود بعد ذلك بمحاولة تجميل ووضع الماكياج بإستعمال مهاتفة وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، الذي اتصل به بدون أي مبرر أو مناسبة، والذي لم يتصل به منذ مدة، ولم يفعلها حتى في أوج التحضير لمؤتمر برلين، مما يؤكد أنها محاولة تجميلية فاشلة.
هذا الوضع أعطى إنطباعا سيئا عن المملكة المغربية، وجعلها تبدو كدولة ضعيفة تخاف من الرد على وزير ينتمي لميلشيات عسكرية غير معترف بها دوليا، مما يؤكد أن “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة وقع في خطأ ديبلوماسي خطير جدا.
فهل أصبح وضع المغرب ضعيفا إلى هذا الحد الذي يخشى فيه وزير سيادي بإصدار بلاغ رسمي يرد بشكل مفصل على تصريحات منسوبة إليه بشكل دقيق؟، أم أنه فعلا صرح بذلك؟.
يجب على “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة أن يُقدم استقالته اليوم قبل الغد، لأنه شوه صورة المملكة المغربية، وأجْهَزَ الأدوار الكبرى والهامة التي لعبها الملك محمد السادس في القضية الليبية، والتي أكدتها المكالمة الهاتفية التي جمعت عاهل البلاد بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تم خلالها التأكيد على “الدور الهام الذي تضطلع به المملكة المغربية لحل الأزمة الليبية”، وهادْشي علاشْ خاص “الوزير الهاوي” ناصر بوريطة يتحاكم بالخيانة العظمى للوطن أمام الشعب.