الصحافة _ كندا
تعيش الصحافة الإسبانية منذ أسابيع حالة ترقب مشوبة بالقلق إزاء الصعود السريع والمثير لكرة القدم المغربية، حيث تكشف تقارير متتالية لصحف بارزة مثل OKDIARIO أن الجارة الجنوبية لم تعد مجرد منتخب مفاجأة كما حدث في مونديال قطر 2022، بل مشروع كروي عملاق يُعاد بناؤه بدقة وهدوء ليصبح قوة عالمية في أفق 2026 و2030. ويعترف الإعلام الرياضي الإسباني بأن المغرب يعمل بتكنولوجيا متقدمة لا تتوفر حتى لأكبر الأندية الإسبانية، بما فيها ريال مدريد وبرشلونة، ما يضع المنظومة الكروية في شبه حالة دفاع.
وتعتبر هذه التقارير أن المنظومة المغربية تحولت إلى “آلة مراقبة رياضية متكاملة”، تتحكم في رصد وتكوين وانتقاء المواهب من سن 13 سنة إلى المنتخب الأول، عبر مراكز فدرالية موحدة تُدار بمنهجية دقيقة وتمويل قوي. كما تشير إلى أن المغرب يمتلك خزانا بشريا ضخما بفضل الجالية المنتشرة في أوروبا، ما يمنحه إمكانية تتبع آلاف اللاعبين في وقت واحد، واختيار الأفضل منهم وفق بنية تقنية لا تتوافر لدى الاتحادات الأوروبية.
وتظهر نتائج هذا المشروع بوضوح؛ منتخب أقل من 20 سنة بطل للعالم أمام الأرجنتين، والمنتخب الأول حقق إنجاز نصف نهائي كأس العالم، إضافة إلى سلسلة 18 انتصارا قبل استضافة كأس إفريقيا في دجنبر. ووفق الصحافة الإسبانية، فهذه مجرد “البداية” لمخطط كبير يعمل عليه المغرب منذ سنوات.
وفي قلب هذه الثورة الكروية يبرز اسم فتحي جمال، الذي تصفه وسائل الإعلام الإسبانية بأنه “العقل المدبر” لهرم التكوين المغربي، عبر هندسة جديدة تعتمد على خبرات محلية ودولية وبميزانيات ضخمة، ما سمح للمغرب ببناء منظومة تشبه النموذج الألماني بعد 2006 أو التجربة الفرنسية في كلير فونتين، ولكن بوتيرة أسرع وتمويل أكبر.
التقارير تشير أيضا إلى أن المغرب يتحرك بثقة في سياق يعرف تراجعا واضحا في أداء الكرة الإسبانية وتخوفا من أن تؤدي هذه الدينامية المغربية المتصاعدة إلى قلب موازين القوى في المنطقة، بل إن بعض الأصوات بدأت تتحدث عن أن المغرب قد يصبح المرشح الأقوى لاستضافة نهائي مونديال 2030.
ووفق وسائل الإعلام الإسبانية، فإن ما تخشاه مدريد اليوم ليس مباراة قد يخسرها أمام المغرب، بل مستقبل كامل يتشكل على حدودها الجنوبية، حيث تنهض قوة كروية جديدة تحمل مشروعا متكاملا قد يغير خريطة كرة القدم العالمية لعقود قادمة.














