الصحافة _ كندا
يسارع المغرب إلى تعزيز قدراته الدفاعية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الذي يطبع منطقة الساحل الإفريقي، حيث يشهد الحزام الإقليمي القريب من حدوده تفككًا في التحالفات وتصاعدًا في الإنفاق العسكري، خصوصًا من طرف الجزائر. وفي هذا السياق، كشف تقرير دولي حديث صادر عن مؤسسة “جيوبوليتيكال مونيتور” الكندية، بشراكة مع مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية ومؤسسة الحوكمة والسيادة العالمية المغربية، أن المملكة المغربية دخلت مرحلة نوعية في تحديث منظومتها الدفاعية.
وبحسب التقرير، لم يعد المغرب يعتمد فقط على منظومات التسليح التقليدية، بل انتقل إلى الاستثمار في أسلحة متطورة تستجيب للتحديات الأمنية الجديدة، وعلى رأسها الطائرات المسيرة ذات القدرات العالية. فقد اقتنى المغرب 19 وحدة من الطائرات التركية “بيرقدار تي بي 2”، المعروفة بقدرتها الفائقة على التحليق لمدد تصل إلى 27 ساعة متواصلة، مع إمكانيات تنفيذ ضربات دقيقة. وتم نشر هذه الطائرات بالفعل في المناطق الجنوبية من المملكة، ما يعزز من قدرات المغرب في الردع والمراقبة المستمرة.
وفي تطور نوعي آخر، حصل المغرب على طائرات هجومية متقدمة من طراز “أكينجي”، التي تُعد من بين الطائرات التركية الأكثر تطوراً في العالم. وتتيح هذه الطائرات تغطية مسافات طويلة تتجاوز 7500 كيلومتر، كما أنها قادرة على حمل ذخائر ذكية ومتنوعة، ما يمنح المغرب تفوقًا استراتيجياً في أية مواجهة محتملة، سواء في الدفاع عن حدوده أو في التعامل مع التهديدات عبر الفضاء الجوي الواسع للمنطقة.
التقرير يضع هذه الاستثمارات في سياق إقليمي يتسم باضطرابات متواصلة، وتحديات أمنية متزايدة، مما يجعل من تحديث المنظومة الدفاعية المغربية خيارًا استراتيجيًا وليس مجرد خيار ظرفي. المغرب، إذن، يبني توازنًا عسكريًا جديدًا في شمال إفريقيا، ويراهن على التكنولوجيا والفعالية بدل الكم، في معادلة تستهدف حماية أمنه القومي وتعزيز استقراره الإقليمي في وجه التهديدات المتعددة.