الصحافة _ كندا
في إطار الاستعدادات المكثفة لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، أطلقت المملكة المغربية برنامجًا وطنيًا غير مسبوق لتكوين 15 ألف متطوع من مختلف جهات البلاد، بالشراكة بين اللجنة المحلية المنظمة للبطولة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وذلك لضمان تنظيم يرقى إلى تطلعات المملكة وإشعاعها القاري والدولي.
البرنامج، الذي امتد بين الجمعة 7 نونبر والاثنين 10 نونبر 2025 بالرباط، يهدف إلى تأهيل الشباب المغربي والإفريقي في مجالات الاستقبال والتوجيه والمواكبة الميدانية، بمشاركة أزيد من ألف طالب إفريقي مقيم بالمغرب، في مبادرة تؤكد البعد الإفريقي للمملكة وتجسد قيم التضامن والانفتاح التي ترعاها السياسة الملكية.
ويمتد التكوين إلى 70 مركزًا للتكوين المهني موزعة على التراب الوطني، بإشراف أكثر من 150 مؤطرًا متخصصًا، لتلقين المتطوعين مهارات التواصل، والاحترافية في التعامل مع الجماهير، وفنون الضيافة المغربية، بما يعزز الصورة الإيجابية للمغرب كبلد منفتح ومتعدد الثقافات.
وأكدت شيماء كياني، المسؤولة بمكتب التكوين المهني بالرباط، أن هذا البرنامج “يرسخ ثقافة التطوع كقيمة إنسانية ومجتمعية تسهم في إنجاح التظاهرات الرياضية الكبرى، وتجعل من تجربة كأس إفريقيا لحظة فخر وطنية محفورة في الذاكرة الجماعية”.
من جانبها، أوضحت المتطوعة شيماء الحياني أن التكوين لم يقتصر على تنظيم الجماهير داخل الملاعب، بل شمل مختلف الفضاءات الحيوية مثل محطات القطار والمطارات والفنادق، مما يؤكد مقاربة شمولية تجعل من كل متطوع سفيرًا لبلده أمام ضيوف إفريقيا.
أما المتطوعة مريم كيتا، المنحدرة من مالي، فقد عبرت عن سعادتها بالمشاركة في البرنامج، معتبرة أن “التجربة تعزز قيم التبادل الثقافي وتُظهر الضيافة المغربية في أبهى صورها، وتُبرز أن المغرب ليس فقط بلد التنظيم، بل أيضًا بلد القيم والإنسانية”.
ويأتي هذا البرنامج الوطني في انسجام مع رؤية الملك محمد السادس لجعل الرياضة رافعة للتنمية والتقارب بين الشعوب الإفريقية، كما يشكل خطوة عملية نحو إنجاح أكبر تظاهرة قارية قبل كأس العالم 2030 التي ستنظمها المملكة إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
ومن جهة أخرى، كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) قد دعا إلى التسجيل عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالمتطوعين للمشاركة في تنظيم البطولة، مؤكداً أن 4000 متطوع سيتم اختيارهم لدعم الجوانب التنظيمية والإعلامية واللوجستيكية للحدث.
بهذه المبادرة، يؤكد المغرب مجددًا مكانته كبلدٍ رائدٍ في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، قادرٍ على الجمع بين الاحتراف في التنظيم وروح المواطنة والانفتاح الإفريقي، في نسخة مرتقبة من كأس إفريقيا تعد بأن تكون الأكثر تميزًا في تاريخ القارة.














