الصحافة _ كندا
شهدت المبادلات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة قفزة نوعية خلال الربع الأول من سنة 2025، إذ بلغ حجم التبادل نحو ستة مليارات درهم، بزيادة قدرها 16.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق أحدث المعطيات الرسمية. ويُعتبر هذا الرقم الأعلى منذ دخول اتفاقية الشراكة الثنائية بين البلدين حيز التنفيذ في يناير 2021، عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعكس الدينامية المتصاعدة للعلاقات الاقتصادية بين الرباط ولندن.
ويعزى هذا النمو أساسًا إلى أداء ثلاثة قطاعات رئيسية؛ فقد واصلت الصادرات المغربية من المنتجات الزراعية والغذائية، سواء الطازجة أو المصنعة، تعزيز حضورها في السوق البريطانية مدفوعة بارتفاع الطلب. كما حافظ قطاع السيارات، خصوصًا مكونات الكابلات والأسلاك الكهربائية، على موقعه كأحد أعمدة الصادرات المغربية. في المقابل، استفاد قطاع النسيج والملابس الجاهزة، بما في ذلك التريكو، من توجه الشركات البريطانية نحو تنويع سلاسل التوريد، ما عزز مكانة المغرب كمورّد موثوق وتنافسي.
ولا يقتصر التعاون بين الرباط ولندن على المبادلات التجارية، إذ يسعى الطرفان إلى توسيع الشراكة لتشمل مجالات الخدمات، والاستثمار، والتكنولوجيات الخضراء، بما ينسجم مع توجه المغرب إلى تنويع أسواقه الخارجية وتعزيز مناعته الاقتصادية أمام تقلبات الأسواق الأوروبية التقليدية، في ظل التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.