القصٌة الكاملة لعلاقة لقجع بأخنوش.. من إشهار شركة إفريقيا إلى فضيحة كأس أفريقيا

10 يوليو 2019
القصٌة الكاملة لعلاقة لقجع بأخنوش.. من إشهار شركة إفريقيا إلى فضيحة كأس أفريقيا

الصٌَحافة _ عبد المجيد مومر الزيراوي 

يؤكد المختصون و الباحثون على أن وسواس التَّعَاظُمِ هو اضطراب نفسي ينتمي إلى خانة الاضطرابات الهَوَسِيَّة، و يتأسَّس على اعتقاد شخصي بالتميز الفائق مقارنة بالآخرين. كما اعتبر المختصون و الباحثون أن المصاب بوسواس التعاظُم قد يصل إلى درجة الإعتقاد أنه إلهٌ أو نبيٌّ أو زعيمٌ سياسيٌّ عظيم أو نجمٌ رياضيٌّ كبيرٌ. و هذا يرجع بالأساس إلى أن المصاب بالمِيغَالُومَانْيَا لا يَتَقَبَّلُ حقيقة نفسه لذلك يعمل على إختلاق عالم وهميٍّ يدعي فيه القدرة على فعل المعجزات و الإنجازات الكبيرة.

و لعل أعراض هذا التوصيف الطبي تنطبق بشكل واضح و جَلِّيٍّ على تسيير جامعة كرة القدم بالمغرب ، فالجميع تابع تَمَظْهُرَات وسواس التَّعَاظُمِ في سلوكيات و تصريحات فوزي لقجع رئيس الجامعة الكروية. حيث تمادى في ضلالِه اللاَّ رياضي بعد أن تلاعب به مَكْرُ الثعلب ، ثم إنتهى مثل القط الذي نظر إلى صورته في المرآة و هو يعتقد نفسَه أسداً.

و لأن الكرة منفوخة بالهواء المضغوط فإن فوزي لقجع بالغ كثيراً في الضغط علينا بالهواء المُنْبَعِثِ من فَمِه و نَثَرَ يقين الفوز بكأس أفريقيا على الجماهير الضَّمْآنَة ، فكان الإنجاز الموعود سرابًا تَسبَّبَ في نكسة شعبية لم يجد وزير الشباب و الرياضة أمام فَظاعَتِها سوى الإستعانة بقاموس الخرافة لتبرير الخسارة المُذِلَّة.

و بعيدا عن لغة التحليل الكروي و تفاسير النقاد لضعف الخطط التقنية و هشاشة الاختيارات التكتيكية ، و غياب الإنضباط الرياضي و الإلتزام الوطني . يمكنُنا الجزم بأن حالة التَّعَاظم النفسي التي أصابت فوزي لقجع انتقلت عدواها إلى أقدامِ اللاعبين التي تَعالَتْ فوق عشب الملعب و اعتقدَت أن الكرة ستدخل مرمى الفريق المُنافِس بالنَّفْخِ الإعلامي و الانْتِفَاخ النَّرْجِسِي.

و لأننا في أمس الحاجة إلى التحليل الملموس للواقع الملموس ، فلابد من العودة إلى مسار وقائع النَّفْخِ و الإِنْتِفَاخ الأزرق الذي انطلق بِثِقَةٍ زائدة في قدرة بعض الأحزاب على تَسْيِيس منتخب كرة القدم، حيث عملت أطراف بأجندات سياسية ضيقة على احتكار أقدام و أقلام الكرة و ترويضِها بأرباح الإشهار خدمة لأهداف غير رياضية.

و أينما وَلَّيْتُم وجوهكم كُنْتُم تجدون صور مدرب المنتخب المغربي رفقة مساعده ، و هُما يرتديان قميصًا يحمل شعار شركة أفريقيا للمحروقات من أجل القيام باشهار لمحطات الوقود التابعة لمجموعة “Akwa Group” التي يمتلكها عزيز أخنوش و الذي ليس إلاّ باطرون حزب التجمع الوطني للأحرار.

و لعلَّكم تتذكرون كيف عَمل الزعيم الأزرق على تخصيص طائرة حزبية خاصة رَكِبَهَا فوزي لقجع و هو يعتقد أنه سيصنع مجدًا سياسيًّا بتوظيف جمهور كرة القدم التي تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في المغرب ، و تحويل إتجاهِه نحو التصويت الإنتخابي لفائدة تكتل سياسي معين.

فَأمام تغلغل صقور الكهنوت السياسي و نجاحهم في غزواتِهم الإنتخابية بإستعمال رخيص للدين ، سارعت حمائِم الباطرون إلى محاولة توظيف الكرة في السياسة و كسب جمهورها في الصراع الانتخابي. ثم جاءت النتيجة فشلاً ذريعًا على جميع المستويات من تدبير شأن الحكومة إلى تسيير جامعة كرة القدم بالمغرب، دون أن يعترف الصقور و الحمائم بواجب تَحَمُّلِ المسؤولية في هذا الفشل الشامل.

هكذا بسذاجة الأغبياء ، تناسى الباطرون و الفقيه أن المشروع العقلاني و الإنجاز الميداني سيظلان وحدهما المعيار القمين بِحَسْمِ المباريات السياسية القانونية ، لأن دغدغة العواطف بالدين أو بِكُرة القدم لا و لن تَصْمُد طويلاً أمام مَطَبَّات السياسة و مطالب الشعب و متطلبات المحيط العام. بل إن هذه التوظيفات الشعبوية و الإنتهازية قد تقود المجتمع إلى صراع كارثي يأتي على الأخضر و اليابس.

إن المجد الإنتخابي الذي يُبْنَى على توظيف الدين لا يستطيع أن يجعل كل من يَدَّعي “التَّقوى” رَجُلَ سياسةٍ حفيظٍ عليمٍ مُنْتِجٍ للتغيير الديمقراطي المطلوب. و كذلك توظيف الشعبوية الكروية و الركوب على مزاج هوائِها المُتَقَلِّب لا يمكن أن يمنح للوَطن الجريح رجل دولةٍ قادر على إحقاق الإصلاح المؤسساتي المنشود.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق