الصحافة _ وكالات
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، اليوم الثلاثاء بنيويورك، أن الوساطة المباشرة للمغرب التي أدت إلى فتح، دون انقطاع، ل”معبر اللنبي/الملك الحسين الحدودي”، الذي يربط بين الضفة الغربية والأردن، يعكس التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتجاه الشعب الفلسطيني.
وفي حديثه خلال جلسة نقاش مفتوح حول فلسطين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، شدد السيد هلال على أن هذه الوساطة هي، مرة أخرى، دليل قاطع على اهتمام جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، بالقضية الفلسطينية وبرفاهية الفلسطينيين.
وقال إن هذه الوساطة، بقيادة المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، جعلت من الممكن التوصل إلى اتفاق لفتح دائم 24/7 لهذا المعبر، والذي يشكل المنفذ الوحيد للفلسطينيين على العالم، مضيفا أن فتح هذا المعبر الحدودي الواقع على بعد حوالي 50 كيلومترا من العاصمة عمان، سيكون ساري المفعول فور استيفاء الشروط اللوجستية، لا سيما في ما يتعلق بالموارد البشرية.
ولفت إلى أن فتح هذا المعبر، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الفلسطينيين، سيكون له أثر إيجابي على الحياة اليومية للفلسطينيين وسيسهل حركة تنقل الأفراد والبضائع.
وأكد السفير أن المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس سيواصل الاضطلاع بدوره “التاريخي” وعلاقاته “المتميزة” مع كافة الأطراف والجهات الفاعلة في المجتمع الدولي بهدف توفير الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن المغرب، الذي يرأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يولي أهمية قصوى للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينين، مشيرا إلى أن استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط مرتبطان ارتباطا وثيقا بتحقيق سلام عادل وشامل، على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين المتفق عليه من قبل المجتمع الدولي.
وأشار الدبلوماسي المغربي، في هذا السياق، إلى أن المغرب يؤكد على أهمية الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع ودفع المنطقة نحو مزيد من التوترات.
وأكد أن جلالة الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، يواصل بذل الجهود السياسية والدبلوماسية والميدانية للحفاظ على المكانة المتميزة للمدينة المقدسة.
وفي هذا الصدد، أشار السيد هلال إلى أن جلالة الملك أكد في نداء القدس الذي وقعه جلالته مع قداسة البابا فرنسيس، خلال زيارة قداسته للمغرب في مارس 2019، على ضرورة الحفاظ على مكانة المدينة المقدسة كتراث مشترك للإنسانية ووضعها القانوني والتاريخي والجغرافي وانفتاحها على أتباع الديانات التوحيدية الثلاث.
وأبرز السفير، في السياق ذاته، أن لجنة القدس تواصل الاضطلاع، باستمرار، بدورها السياسي والميداني لدعم الشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان القدس بشكل خاص، مضيفا أن هذه اللجنة تعمل على توحيد الجهود السياسية التي يبذلها صاحب الجلالة والإجراءات الميدانية التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف تحت إشراف شخصي وفعال من جلالة الملك.
وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب يمول ما يقرب من 86 في المائة من الميزانية السنوية لهذه الوكالة التي عملت منذ إنشائها في 1995 على حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة من خلال دعم وتمويل العديد من المشاريع الحيوية، لاسيما في المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والمعمارية، مضيفا أن هذه المشاريع كان لها تأثير مباشر وملموس على حياة المقدسيين وصمودهم.
كما أكد السيد هلال على أن المغرب لا يزال مقتنعا بأهمية القضية الفلسطينية، لا سيما أنها قضية محورية في الشرق الأوسط مدرجة ضمن أولويات المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن المملكة مقتنعة أيضا بأن استقرار وازدهار المنطقة يرتبط ارتباطا وثيقا بحل عادل ومستدام في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ولتوضيح الموقف المغربي، استحضر الدبلوماسي فقرة من الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة لممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الشيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (2021).
وأكد جلالته في هذا المقتطف أن “الموقف المغربي الراسخ ليس ظرفيا أو مناسباتيا، ولا يندرج في إطار سجالات أو مزايدات سياسية عقيمة، وإنما ينبع من قناعة وإيمان راسخين في وجدان المغاربة، مسنودين بجهد دبلوماسي جاد وهادف، وعمل ميداني ملموس لفائدة القضية الفلسطينية العادلة وقضية القدس الشريف”.
المصدر: ماب