الصحافة _ كندا
بينما يعاني المواطن المغربي من أسعار زيت الزيتون التي حلّقت هذا الموسم فوق حاجز 110 دراهم للتر الواحد، تكشف تقارير رسمية إسبانية عن حضور قوي لزيت الزيتون المغربي في الأسواق الأوروبية، وعلى رأسها السوق الإسبانية.
وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية بإسبانيا أوردت، في نشرتها الجديدة حول تجارة زيت الزيتون خلال الأشهر الأربعة الأولى من موسم 2024/2025، أن المغرب حلّ ضمن قائمة أكبر 20 مستورداً للزيت الإسباني، حيث بلغت وارداته ما يزيد عن 12.45 مليون يورو، ما يعني زيادة بنسبة 57% مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي.
بالمقابل، لم يكن المغرب فقط مستورداً، بل أيضاً مصدّراً، إذ استقبلت إسبانيا ما مجموعه 736 طناً من زيت الزيتون المغربي خلال نفس الفترة، بسعر يعادل 200 يورو لكل 100 كيلوغرام، أي ما يقارب 22 درهماً للتر الواحد عند التصدير!
هذا الرقم أثار موجة من التساؤلات داخل الرأي العام الوطني: كيف يُصدَّر “زيت العود” المغربي بسعر منخفض، بينما يُباع محلياً بأرقام قياسية تفوق القدرة الشرائية لغالبية الأسر المغربية؟
حسب نفس المعطيات، بلغ مجموع ما استوردته إسبانيا من زيت الزيتون هذا الموسم أكثر من 87 ألف طن، كان نصيب الأسد منها لزيت الزيتون البرتغالي، تليه واردات من تونس وتركيا، في وقت تراجعت فيه واردات الجارة الشمالية من إيطاليا واليونان ومصر.
وتزامناً مع هذا الحراك في سوق الزيت، كشفت وثيقة صادرة عن المفوضية الأوروبية عن انتعاش صادرات المغرب من زيت الزيتون نحو الاتحاد الأوروبي خلال شهري أكتوبر ونونبر 2024، حيث وصلت إلى 841 طناً، مقابل 553 طناً فقط في نفس الفترة من الموسم السابق.
رغم تأكيد الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، بأن الزيت المصدر يخص “أصنافاً محددة”، إلا أن المعطيات الرقمية، القادمة من إسبانيا ومن الاتحاد الأوروبي نفسه، تطرح أكثر من علامة استفهام حول التوازن بين التصدير وضمان الأمن الغذائي الداخلي، في وقت يئن فيه المواطن المغربي تحت وطأة الأسعار.