الدورة الـ20 لمهرجان موازين تتعثر بين فوضى التنظيم وتهميش الفنان المغربي

23 يونيو 2025
الدورة الـ20 لمهرجان موازين تتعثر بين فوضى التنظيم وتهميش الفنان المغربي

الصحافة _ كندا

تحوّل مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، في دورته العشرين، من لحظة احتفالية بمسار فني دام أكثر من عقدين إلى نموذج صارخ للتخبط والعشوائية، عنوانها الأبرز فوضى التنظيم وتراجع المهنية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى استمرارية تظاهرة تُسوَّق كواجهة فنية دولية، في حين تُدار بأساليب لا تليق حتى بالمبادرات المحلية الصغرى.

منصة سلا، التي يُفترض أن تكون فضاء لتكريم الفنانين المغاربة، أصبحت مسرحًا لفوضى لا تنتهي. فالسهرة التي كان يُنتظر أن تُقدم عرضًا منضبطًا ومنسقًا تحولت إلى لحظة ارتباك تام، بعد تجاوز الفنان “ديوك” للمدة الزمنية المخصصة له، ورفضه مغادرة المنصة، دون أي تدخل من الجهة المنظمة. الأكثر غرابة أنه أعاد أداء إحدى أغانيه ثلاث مرات، وكأن احترام البرنامج مسألة ثانوية، مما أربك باقي الفقرات، وخلق حالة من التذمر في صفوف الجمهور والفنانين معًا.

هذا العبث انعكس بشكل مباشر على الفقرة الموالية للفنان سليم كرافاطا، الذي اضطر إلى اعتلاء المنصة عند الواحدة صباحًا، بدل الساعة الحادية عشرة كما كان مبرمجًا. ومع ذلك، لم يتردد في تقديم اعتذاره للجمهور، متحملًا نتائج لا دخل له فيها، عكس المنظمين الذين التزموا الصمت المطبق أمام موجة الانتقادات المتصاعدة.

وإذا كانت المنصة تعاني من الفوضى، فإن الفضاء الإعلامي المرافق للمهرجان ليس بأحسن حال. فجدول الندوات يُرسل للصحافيين في ساعات متأخرة من الليل، تصل أحيانًا إلى الثالثة صباحًا، في استخفاف تام بمهنتهم وظروف عملهم. ويزداد الأمر سخرية عندما يتم إدراج اسم فنانة معتذرة، مثل نجاة عتابو، في برمجة إحدى الندوات، في خطوة وصفها كثيرون بمحاولة يائسة لاستدراج الصحافة ولو بالتضليل.

هذه الممارسات تكرّس ما وصفه مهنيون بـ”الاحتقار المنهجي” لدور الإعلام، ما دفع عددًا من المنابر إلى إعلان مقاطعة الدورة الجارية، احتجاجًا على ما اعتبروه إهانة ممنهجة وتهميشًا مقصودًا.

أما على مستوى البرمجة، فلا تزال الأصوات تتعالى منددة بإقصاء الفنان المغربي، سواء من حيث توقيت السهرات أو ضعف الإمكانيات المرصودة لمنصة سلا مقارنة بالمنصات المخصصة للفنانين الأجانب. الأمر الذي يكشف خللًا بنيويًا في فلسفة المهرجان نفسها، التي تضع البهرجة فوق الجودة، والتلميع فوق الاحترام.

هكذا، وبعيدًا عن البلاغات الترويجية والابتسامات الرسمية، تعكس الدورة العشرون من مهرجان موازين واقعًا مرتبكًا ومأزوما، يتطلب مراجعة عميقة قبل أن تتحول هذه التظاهرة من مشروع ثقافي إلى عبء رمزي وسياسي على صورة المغرب الثقافية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق