الصحافة _ وكالات
أشار نشطاء منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، المعروف اختصاراً بـ”منتدى فورساتين” إلى أن أغلب مقاتلي ميليشات البوليساريو أصبحوا يختارون الخروج إلى الفيافي، خوفا من التنمر عليهم من طرف زملائهم، ويقبعون فيها من دون مؤونة، حيث يقتاتون على الوحيش في الصحاري، وتقودهم الحماسة الزائفة إلى الهلاك، خصوصا بعد استعانة القوات المغربية بطائرات من دون طيار، والتي تتعقب تحركات العناصر بصواريخ راجمة كانت سببا في هلاك المئات منهم.
وقال “منتدى فورساتين”: إن “قيادات البوليساريو تركوا عناصرهم في العراء، يواجهون مصيرهم دون عناية أو توفير إمكانيات، حيث يعانون ويلات البرد الشديد وانعدام التموين، ويعيشون على ما يصطادونه بجهدهم الخاص من وحيش الأرض، مؤكداً أن مقاتلي ما بات يعرف بالجبهة المزعومة، “خرجوا من خيامهم ولا يحملون فوق أجسادهم سوى خيمة وقنينة يحملهما كل واحد على كتفه، ويرتدون زياً عسكرياً وتحدوهم الحماسة الزائفة، وذلك نتيجة لخشيتهم من النعوت بالتقاعس والتنمر من بقية رفاقهم، فيحاول كل واحد إظهار شجاعة يفتقدها، فيرضخ لرغبة القيادة بالمشاركة في المجهول، قد يعود منها لزوجته وأولاده أو لا يعود”.
ووصف المنتدى وضع المقاتلين وعتادهم بالهش وغير المتكامل، والذي “يستعينون من خلاله بشاحنات متهالكة تعود لحقبة السبعينات، ويقطعون بها الطرق القاحلة لترمي بهم في الفيافي، التي قسمت هي الأخرى بالعين المجردة إلى نواحي عسكرية لإضفاء أهمية عليها”، حيث يجد المقاتل نفسه،- حسب تعبير المنتدى – ” محسوباً على ناحية لا يحمل منها سوى الإسم، فيما يتم التحكم ببرنامجه اليومي من طرف من يقوده، وغيره من المقاتلين، وفي الغالب يتولى قيادة المجموعة شيوخ مسنون، أمضوا زهرة عمرهم في الصحراء القاحلة باسم “الجيش” متوهمين أنهم قادة نواحي، أو قادة كتائب، أو فيالق، بينما هم في الحقيقة مجموعة بشرية صغيرة تتوزع على مجموعات، وتحوز سيارات وبعض المدافع الكلاسيكية، يمضون ليلهم، ونهارهم في التدبر ورؤية النجوم في السماء، وقتل الوقت باستعمال منظار عتيق تتبادله الأيدي كل دقيقة لتقرب بعيداً أو تتتبع حركة السراب في الفيافي القاحلة”.
وكان نشطاء “منتدى فورساتين”، سباقين للكشف عن معلومات مثيرة، فضحت الواقع المزري لمقاتلي جبهة البوليساريو، والوضع المأساوي، الذي يعيشونه في النواحي العسكرية، من خلال تحصلهم على تسجيلات صوتية لأحد قيادات الجيش الصحراوي المزعوم، “البشير مولود محمد”، من خلال مداخلة له في ندوة الأطر المنظمة بإشراف من جبهة البوليساريو، حيث أبرز المنتدى بأن “المسؤولين العسكريين انفجروا في وجه القيادة، واتهموها بالتخاذل ونعتوها بأقدح النعوت والأوصاف، وحملوها مسؤولية ما يقع داخل ما يسمى ”الجيش الصحراوي”، متحدثين عن واقع مأساوي ينذر بحدوث كوارث جارفة لا يمكن بأي حال مواجهتها إن استفحلت الأمور قبل مواجهتها بحزم، وعزيمة”.
وتحدث المسؤول العسكري المذكور عن واقع “الجيش”، وقال بصراحة إنه يفتقد للجاهزية، ويعاني من مشاكل بنيوية، تؤثر على وجوده، معدداً نقاط الضعف أمام كل القادة العسكريين، وانعدام الإمكانيات العسكرية، وهشاشة المعدات، وضعف التكوين، فحاول البعض إسكاته، ومنهم من حاول إقناعه بتغيير الموضوع، لكنه أصر على إتمام مداخلته، مطالباً بأن يصل حديثه إلى إبراهيم غالي ولمن غاب من القيادة عن اللقاء”.
المصدر: اليوم 24