الصحافة _ كندا
دخل حزب الأصالة والمعاصرة في مرحلة هجومية حاسمة داخل العاصمة الرباط، واضعًا نصب عينيه قلب موازين القوى المحلية استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مستفيدًا من حالة التفكك التنظيمي التي تضرب التجمع الوطني للأحرار في الصميم.
مصادر مطلعة كشفت أن “البام” نجح في كسب دعم عدد من المستشارين البارزين، بعضهم رؤساء مقاطعات وفاعلون انتخابيون مؤثرون ظلوا مرتبطين بحزب الأحرار. وأكدت نفس المصادر أن العملية يشرف عليها بشكل مباشر كل من المهدي بنسعيد، الوزير وعضو المكتب السياسي، وأديب بنبراهيم، من خلال تحركات منظمة ولقاءات متكررة مع أسماء وازنة في المشهد الانتخابي بالعاصمة.
استقالة العمدة السابقة أسماء أغلالو، وما تلاها من تصدّع داخلي، تركت المجلس الجماعي في حالة من الشلل السياسي، عمّقتها عزلة العمدة الحالية فتيحة المودني بعد فقدانها دعم عدد من نوابها. وضع استغله “البام” بذكاء، ليضع يده على ما تبقى من نخب انتخابية قوية داخل “الأحرار”، في إطار عملية استباقية تهدف إلى تغيير معالم التحالفات داخل مجلس المدينة.
وتؤكد المعطيات أن حزب الأصالة والمعاصرة بات قريبًا من توجيه ضربة سياسية موجعة لمنافسه، من خلال استقطاب أسماء تُصنّف ضمن “الجوكرات الانتخابية” في الرباط. المشاورات مستمرة، والمفاجآت واردة، في ظل قبول عدد من هذه الأسماء بمبدأ الترحيل السياسي نحو “الجرار” في أفق الانتخابات القادمة.
التحول الجاري في الرباط لا يتعلق فقط بإعادة تشكيل التحالفات، بل يعكس معركة تموقع استراتيجية تقودها قيادة “البام” لترسيخ حضورها في واحدة من أهم الحواضر السياسية بالمملكة، تمهيدًا لمعركة 2026 التي بدأت ملامحها ترتسم من الآن