الأندلسي يكتب: أنسحب من التصويت لأنني أحب الوطن.. الطالبي العلمي و نعت خيانة الوطن

7 فبراير 2025
الأندلسي يكتب: أنسحب من التصويت لأنني أحب الوطن.. الطالبي العلمي و نعت خيانة الوطن

الصحافة _ بقلم: إدريس الأندلسي

نعيش أياما لا تستحق أن تذكر كجزء من تاريخنا السياسي. هجمت كائنات انتخابية على الوطن و ظنت أنها جديرة بالتكلم بإسم هذا الوطن.

توطدت علاقة هذه الكائنات بكل الآليات المؤدية إلى الحضور الممل في المؤسسات المنتخبة و في الجمعيات و على رأس مراكز القرار الحزبي.

يمكن القول، بكثير من الوعي بدقة المرحلة التي يحتازها وطننا ، أننا في طريق ضيق ،مختنق و متخم بخطاب غارق في التفاهة، و أننا سنندم على ما فات من علاقتنا مع الوطن عبر مسؤولين، جلهم قضى نحبه، ” و منهم من ينتظر” ، و لم ينعتوا من خالفهم الرأي، أو الموقف السياسي، أو الإنسحاب في لحظة تصويت على مشروع قانون، أنه ” خيانة للسيادة الوطنية”.

لم أتمكن من عدم ربط هذا التوصيف، أو هذه الزلة التي تبين درجة وعي أحد اقطاب حزب ” إداري ” يقود الحكومة. تيقن رئيس مجلس النواب أنه قادر على قول كل شيء، و نقيض كل شيء، و نعت، من يخالفه الموقف، بأوصاف لا يمكن أن ينعت بها إلا من خان الوطن.

و هؤلاء يمثلهم في تاريخنا من وقع سنة 1953 على وثيقة تهجير الملك محمد الخامس و أسرته إلى مدغشقر. و يمثلهم كذلك اؤلئك الذين كانوا وراء محاولتي الانقلاب على الملك الراحل، الحسن الثاني في يوليوز 1971 و غشت 1972. و رغم خيانة تمت بفعل جزائري ، رفع الملك الراحل الحسن الثاني الحرج عن الكثيرين، و له الحق و التاريخ، أن الوطن غفور رحيم. لا أتوقع أن تصل جرأة رئيس مجلس النواب إلى هذا الموقع و هذا المدى.

إن نعت المعارض للحكومة بهذا الوصف لا يجوز قانونا. و لا يحق لآخر، غير ذي صفة، و هو الملك أن يقول ” إن الوطن غفور رحيم”

و ستظل كثير من الجرائم، رغم ثقلها، غير كفيلة بنعت مرتكبيها ” بخيانة السيادة الوطنية “.

نعتبر كثير من المواطنين غير ملتزمين بالقانون. و لا يمكن نعتهم بخيانة سيادة الوطن.

هناك من لم يمتثل للقانون الأسمى للوطن و هو الدستور. و كثير من الممارسين للسياسة امتنعوا عن أداء الضرائب و حقوق العمال، و لم يتم وصفهم كخونة للوطن. صوتت الأغلبية لتمرير قانون الإضراب.

لم ينكر من صوت ضد أو امتنع أو أنسحب خلال التصويت على هذا المشروع، أن هناك نقاط سجلت توافقا بين الحكومة و الباطرونا و النقابات. و لكن الإختلاف، حول مبادئ أساسية، لا يمكن أن يتحول إلى سلطة نعت الآخر بالخيانة للوطن.

هذا زمن السياسيين في بلادنا في سنة 2025. عشنا قبل عقود، وفي قلب سنوات الرصاص، و لم يصل الأمر إلى تفوه رئيس مجلس النواب التابع لرئيسه و المهيمن، في مضمار عالم التجارة و الصفقات العمومية و الطاقة، على القرار، بمثل هذا الكلام. لا يمكن أن ينعت أي كان من كان، أقدم و أكبر مركزية نقابية، إلى جانب كل المركزيات النقابية، بعدم الوفاء بالوطن. هل يجهل رئيس مجلس النواب، الذي ولد بعد الاستقلال، أن المحجوب بن الصديق و عبد الله إبراهيم و كل قيادات العمل النقابي و السياسي، قد كانوا ضمن الأوفياء للوطن. كلهم عاشوا مرارة التعذيب و الاعتقال و التشرد .

خيانة الوطن و السيادة الوطنية جريمة كبرى.

لو ثبتت في حق أي مناضل من جيل مقاومي الإستعمار، و جيل الدفاع عن حقوق المواطنين خلال الستينات و السبعينات و حتى الثمانينات، لكان لكلامي موقع ضمن حثالة البهتان .

نعم يجب أن تتحصن كل التنظيمات النقابية بقوة الشفافية و التدبير الديمقراطي، و لكنها يجب أن تظل قوية في زمن ليبرالية لا تقبل إلا بسلعنة قوة العمل.

فلنحذر جميعا من فعل و كلام اؤلئك الذين لا يعرفون قيمة الخطاب و و وزن الكلمات. لقد تم التصويت على مشروع قانون الإضراب بأقلية مفرطة في الغياب.

فهل كل من غاب عن التصويت في المجلس الذي يرأسه الطالبي العلمي خائن لسيادة الوطن؟؟؟؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق