الصحافة _ كندا
فجّرت المديرية العامة للأمن الوطني، خلال اليوم الأول من فعاليات النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة بمدينة الجديدة، مفاجأة من العيار الثقيل بإزاحة الستار عن النموذج الأول من الدورية الذكية “أمان”، التي تمثل تحولًا نوعيًا في طريقة اشتغال الشرطة المغربية، وتُعلن رسميًا دخول الذكاء الاصطناعي إلى قلب العمل الميداني الأمني.
“أمان” ليست مجرد مركبة أمنية، بل منصة تكنولوجية متكاملة من إنتاج مغربي خالص، طورتها كفاءات هندسية وتقنية تابعة للأمن الوطني، وفق ما أكده الملف الصحفي الصادر عن المديرية، والذي شدد على أن هذا الابتكار يعكس قدرة المؤسسة الأمنية على توطين التكنولوجيا المتقدمة وتطويعها لخدمة الأمن الوطني.
الدورية الذكية زُوّدت بمنظومة مراقبة بصرية تغطي محيطها بزاوية 360 درجة، ومتصلة بتقنيات متقدمة للتعرف على الوجوه والقراءة الآلية للوحات ترقيم السيارات، ما يجعلها قادرة على التمييز والتعقب والاستجابة بشكل فوري لأي تهديدات أو مخالفات في الفضاء العام. وتم ربط هذه المنظومة بشكل مباشر بغرف القيادة والتنسيق، بما يسمح بالبث الحي وتبادل المعطيات في الزمن الحقيقي، ما يعزز فعالية التدخل الميداني ويختصر الزمن الأمني.
وتضم المقصورة الداخلية للدورية شاشة ذكية تعرض البيانات الأمنية بشكل تفاعلي، إلى جانب قدرات تحليل بصمات الوجه بدقة متناهية، والربط بقاعدة بيانات وطنية في الحين، وهو ما يجعل “أمان” منصة أمنية متحركة قادرة على رصد وتحيين التهديدات بسرعة وفعالية.
المديرية العامة أعلنت عن عزمها تعميم هذه المركبات الذكية تدريجيًا على مختلف جهات المملكة، في إطار تحضيراتها الكبرى لاحتضان تظاهرات دولية ضخمة كالدورة 93 للجمعية العامة للأنتربول، وكأس إفريقيا للأمم 2025، ومونديال 2030، ما يتطلب منظومة أمنية متقدمة ومتناسقة.
في الفضاء المخصص للتكنولوجيا في خدمة الأمن، حظي النموذج الأول من “أمان” باهتمام جماهيري واسع، حيث تم تقديم عروض حية أمام الزوار تُظهر قدرة هذه الدورية على التفاعل مع الميدان، في مشهد يعكس مستقبل الأمن المغربي كما يُراد له أن يكون: ذكيًا، تفاعليًا، وقائمًا على التكامل بين الإنسان والآلة.
الفضاء ذاته قدّم لمحة شاملة عن الاستخدامات الأمنية للطائرات المسيرة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات المراقبة وتحليل البيانات وتحديد المواقع، فيما تم بناء محاكاة دقيقة لقاعة القيادة والتنسيق، حيث تُربط الدورية الذكية والدرونات ومنصة النجدة 19 ضمن منظومة موحدة تستجيب للنداءات وتدير التدخلات وفق منطق التناسق الكامل.
بهذا الإعلان، تكون المديرية العامة للأمن الوطني قد دخلت رسميًا عصر “الشرطة الذكية”، في تجربة غير مسبوقة إقليميًا، ترسم ملامح أمن جديد يُدار بالعقل والآلة، ويضع المواطن في صلب أولوياته، تأمينًا وقربًا واستباقًا.