الصحافة _ كندا
تعيش إسبانيا على وقع حالة تأهب غير معلنة، بعد تعرّض عدد من منشآتها الحيوية لانقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي، وسط تقارير استخباراتية تشير إلى وجود نشاط إلكتروني مشبوه قادم من شمال إفريقيا، باستثناء المغرب. وقد دفعت هذه التطورات جهاز الاستخبارات الإسباني (CNI) إلى إطلاق تحريات دقيقة حول ما يُحتمل أن يكون هجومًا سيبرانيًا ممنهجًا استهدف البنية التحتية الوطنية.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية نقلاً عن تسريبات أمنية، فإن التحقيقات رصدت تحركات رقمية غير معتادة ومؤشرات تقنية دقيقة تعزز فرضية التورط الخارجي. ورغم عدم صدور أي اتهام رسمي حتى الآن، فإن التكهنات تدور بقوة حول الجزائر، في ظل استبعاد المغرب من دائرة الاشتباه، وهو ما اعتبره مراقبون تلميحًا دبلوماسيًا لا يخلو من رسائل استراتيجية.
المشهد يتعقد أكثر في ظل سياق إقليمي متوتر بين مدريد والجزائر، تفاقم خلال السنوات الأخيرة بفعل خلافات سياسية وأمنية حادة، خاصة منذ تغيير الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، وما تبعه من ردود جزائرية غاضبة طالت حتى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، بدأ بعض الفاعلين السياسيين في إسبانيا المطالبة العلنية بمراجعة العلاقة مع الجزائر، بل ذهب بعضهم إلى حد دعوة الحكومة إلى تصنيف النظام الجزائري كطرف داعم لأعمال تهدد الأمن الإقليمي، في إشارة إلى العلاقة المعروفة بين الجزائر وجبهة البوليساريو، التي تثير قلقًا متزايدًا لدى الأوساط الأوروبية.
ورغم أن الحكومة الإسبانية لم تصدر بعد أي موقف رسمي، فإن مجرد تسريب هذه المعطيات في هذا التوقيت الحساس يفتح الباب أمام تطورات دبلوماسية وأمنية خطيرة، قد تعيد رسم خريطة العلاقات الثنائية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتضع الجزائر في مرمى ضغط دولي متصاعد، وسط عالم لا يتسامح مع “الحروب الخفية” في زمن السيادة الرقمية.