الصحافة _ كندا
فجّر تخلف عزيز أخنوش، رئيس المجلس الجماعي لأكادير ورئيس الحكومة، عن حضور 35 جلسة من دورات المجلس، مقابل ظهوره مؤخراً في جولات ليلية بحدائق المدينة رفقة حراسه الشخصيين، موجة غضب وانتقادات واسعة من معارضيه، الذين وصفوا الأمر بأنه “سابقة في تاريخ تدبير الشأن الجماعي للمدينة”.
الجدل تعزز بعدما رُبطت صور جولته في “منتزه الانبعاث” بصورة سابقة له وهو يقضي عطلته الصيفية في جزيرة “سيردينيا” الإيطالية، في وقت تنفق فيه الحكومة ملايين الدراهم على الترويج للسياحة الداخلية، ما أثار تساؤلات حول التناقض بين الخطاب والممارسة.
عبد العزيز السلامي، المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، علق بسخرية قائلاً: “إنجاز عظيم أن يتجول عزيز أخنوش، رئيس جماعة أكادير، في المدينة التي منحته أصواتها، لأنه ببساطة أمر غير معتاد من رئيس يتخلف عن الدورات والاجتماعات والمهام الميدانية”. وأضاف أن جولته الليلة “لم تغيّر واقع الخدمات المتردية في أحياء أنزا والفرح وبنسركاو وتيكيوين، حيث النفايات متراكمة والإنارة منعدمة”.
وتساءل السلامي إن كان بإمكان أخنوش أن يقوم بزيارات ميدانية حقيقية للوقوف على مشاريع التهيئة الحضرية “التي تحولت إلى ورش حفر أكثر منها أوراش تهيئة”، أو أن يفتح باب مكتبه يوماً واحداً أمام الساكنة ليجسد فعلاً صفة “منتخب القرب”.
من جهته، سخر الاتحادي جواد فرجي من الزيارة قائلاً: “الحمد لله رئيس بلديتنا قام في دقائق معدودة بزيارة تفقدية Décontracté لإحدى حدائق أكادير، بعد أن غاب عن 35 جلسة من دورات المجلس وحضر 6 فقط ونحن على مشارف نهاية الولاية”. وأضاف بلهجة نقدية أن بعض وسائل الإعلام المحلية “انبرت لتبجيل هذه الإطلالة العابرة، في وقت يعيش فيه موسم الاصطياف والنظافة والجولان فوضى عارمة”.
وختم فرجي بالقول إن رؤساء جماعة أكادير السابقين، منذ 1976، “كانوا أكثر التصاقاً بمشاكل وهموم السكان، واعتادوا الوجود اليومي وسط الشوارع والأحياء والمعامل دون تكلف أو استعراض”.
وتكشف هذه الانتقادات أن الجدل حول تدبير الشأن المحلي بأكادير لم يعد محصوراً في المشاريع والأوراش، بل امتد إلى رمزية حضور الرئيس نفسه، بين من يرى فيه تجسيداً للقطيعة مع سياسة “منتخب القرب”، ومن يعتبر ظهوره العابر مجرد محاولة لتلميع صورة باهتة في أعين الساكنة.