الصحافة _ كندا
بعد غياب طويل عن المشهد الإعلامي، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أنه سيطل على المغاربة مساء الأربعاء 10 شتنبر، ابتداءً من العاشرة ليلاً، في برنامج خاص يبث بشكل مشترك على القناتين الأولى والثانية. اللقاء، كما قُدّم رسمياً، مخصص لعرض حصيلة أربع سنوات من عمل الحكومة، ومناقشة أبرز الملفات الاقتصادية والاجتماعية، من تشغيل وقدرة شرائية وحماية اجتماعية ونمو اقتصادي، إلى جانب استعراض أولويات الفريق الحكومي لما تبقى من الولاية.
غير أن هذا الظهور الإعلامي يطرح أكثر من سؤال. فالتوقيت ليس بريئاً: نحن أمام دخول سياسي يسبق السنة الخامسة والأخيرة من عمر الحكومة، أي أن الخطاب لم يعد مجرد تواصل مؤسساتي، بل أشبه ما يكون بتدشين غير معلن لحملة انتخابية مبكرة استعداداً لاستحقاقات 2026. وإذا كان الهدف هو المكاشفة مع المواطنين، فلماذا تأخر الحوار لأشهر طويلة؟ ولماذا اختير الإعلام العمومي، المعروف ببرامج مصقولة الأسئلة والأجوبة، بدل مواجهة صحافة مستقلة بأسئلتها الحقيقية؟
ثم إن الحديث عن الحصيلة لا ينفصل عن أجواء التوتر داخل الأغلبية نفسها. فالعلاقة بين الأحرار والاستقلال ليست في أفضل حالاتها، خاصة بعد المذكرة الاقتصادية التي قدمها الاستقلاليون وأثارت انزعاج التجمع الوطني للأحرار. ما يعني أن حوار أخنوش، حتى لو قُدم بصفته رئيساً للحكومة، لن يخلو من رسائل حزبية موجهة للداخل قبل الخارج.
بالمحصلة، ما ينتظره الرأي العام ليس عرضاً ترويجياً جديداً عبر القناتين العموميتين، بل حواراً سياسياً حقيقياً يجيب عن أسئلة عالقة: ماذا تحقق فعلاً من وعود 2021؟ أين وصلت الوعود المتعلقة بالصحة والتعليم والتشغيل؟ وما الذي تغير في القدرة الشرائية للمغاربة؟ هذه هي الأسئلة التي ستحدد ما إذا كان خروج أخنوش مجرد تمرين إعلامي بروتوكولي، أم اعتراف ضمني بأن ساعة الحساب الانتخابي قد بدأت تدق باكراً.