الصحافة _ كندا
سلّطت وسائل إعلام فرنسية الضوء على التقدم اللافت للمغرب في سوق الأسمدة الأوروبية، معتبرة أن المملكة تُمسك تدريجيًا بـ”فرصة ذهبية” في ظل انسحاب قسري للأسمدة الروسية والبيلاروسية نتيجة العقوبات المفروضة على موسكو.
ووفق تقرير حديث لمجلة جون أفريك، فقد حصلت شركة OCP Nutricrops، التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، على اعتماد أوروبي رسمي يمكّنها من تسويق منتجاتها داخل دول الاتحاد الأوروبي دون عوائق تنظيمية إضافية، في خطوة تمنح المغرب موقعًا متقدمًا داخل سوق بات يعيد ترتيب أولوياته.
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية بنسبة 6.5% على الأسمدة الروسية والبيلاروسية، إلى جانب ضرائب تصاعدية قد تبلغ 430 يورو للطن بحلول 2028، في محاولة لتقليص الاعتماد على موردين تُتهم عائداتهم بتمويل الحرب على أوكرانيا.
في هذا السياق، يُطرح المغرب كـشريك استراتيجي بديل، يحظى بثقة سياسية أوروبية، ويقدّم نموذجًا صناعيًا متطورًا يتماشى مع المعايير البيئية والرهانات السيادية للاتحاد. وتلفت التقارير إلى أن مجموعة OCP عملت لسنوات على إعادة هيكلة نموذجها الصناعي، موجهة إنتاجها نحو الأسمدة الذكية المتكيفة مع التربة والمناخ، مع تقليص الانبعاثات الكربونية بما ينسجم مع طموحات أوروبا المناخية.
هذا التحول التقني والبيئي مكّن OCP من بناء تفوق تنافسي واضح في السوق الدولية، حيث لم تعد مكاسبها محصورة في أوروبا، بل امتدت إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث أصبحت الأسمدة المغربية تُصنّف ضمن المراجع الأساسية المعتمدة من مؤسسات كبرى، مثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).
الرسالة واضحة: في زمن التوازنات الجيوسياسية الجديدة، يبرز المغرب ليس فقط كمورد موثوق، بل كفاعل صناعي استراتيجي يعيد رسم خريطة الأمن الغذائي العالمي، بفضل رؤية بعيدة المدى واستثمار ذكي في الابتكار والسيادة الإنتاجية.