الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
كشف مصدر جد موثوق لجريدة “الصحافة” الإلكترونية أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وجهت صباح يوم الثلاثاء 05 نونبر الجاري، مذكرة دبلوماسية داخلية إلى مختلف قنصليات المملكة المغربية بمختلف ربوع العالم، تحث فيه القناصل المغاربة على ضرورة إحترام عطل الأعياد الوطنية المغربية والدينية، وإحترام عطل أعياد البلدان المضيفة، وذلك على خلفية المعطيات الواردة في مقال نشرته جريدة “الصحافة” الإلكترونية تحت عنوان: “قنصليات مغربية.. عدم احترام حقوق الموظفين واحتقار لأعياد المغرب والبلدان المضيفة”، وهي المعطيات التي كشف أن عدد كبير من قنصليات المملكة لا تحترم الاتفاقيات الدولية في العمل الديبلوماسي والقنصلي فيما يتعلق بإغلاق أبوابها والتوقف عن العمل في أعياد البلدان المضيفة، ولا تحترم أيضا الأعياد الوطنية المغربية، علاوة على شريط فيديو في ذات الموضوع لجمال الدين ريان رئيس حركة المغاربة الديمقراطيين المقيمين بالخارج في ذات القضية التي شكلت موضوع سؤال شفوي وجهه الفريق الإشتراكي إلى رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوريطة.
وحسب نفس المصدر فإن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أعلنت في معرض ذات المذكرة الداخلية التي توصل بها جل قناصلة المملكة بدول المهجر، عن عطلة عيد المولد النبوي، وهو الإعلان الرسمي الذي لم يسبق أن قامت به الوزارة من قبل، والذي يأتي بعدما كان قد موظفو وأعوان القنصليات قد أُبلغوا قبل أسبوع بعدم وجود أية عطلة رسمية بمناسبة عيد المولد النبوي.
وذكر المصدر نفسه لجريدة “الصحافة” الإلكترونية أن بعض قناصلة المملكة المغربية توصلوا بإستفسارات رسمية من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج تستفسرهم عن أسباب فتح قنصليات المملكة مكاتبها للعمل في ذكريات وطنية ودينية، وهو ما تم التأكد منه يورد نفس المصدر بتوصل كبار مسؤولي الوزارة بوثائق رسمية موقع من طرف مسؤولين في عدد من قنصليات المملكة صادرة في أعياد وطنية مهمة كذكرى استرجاع واد الذهب ذات المدلول الوطني المهم المرتبط بالوحدة الوطنية وبقضية الصحراء المغربية.
هذا، وشهدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يومي الخميس والجمعة المنصرمين، حالة إستنفار قصوى شهدتها إثر إعطاء الوزير الوصي على القطاع ناصر بوريطة تعليمات صارمة ومستعجلة لكبار مسؤولي الجهاز الدبلوماسي المغربي لتطويق الواقعة التي وصلت قبة البرلمان، وشكلت موضوع سؤال شفوي وجهه الفريق الإشتراكي إلى وزير لشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حيث قال إن “الاشتغال في أيام العطل بدون وجود مبرر موضوعي مستعجل، يعطي نظرة سيئة لنشطاء حقوق الإنسان الدوليين بما في ذلك المنظمات الحقوقية الأجنبية، عن مدى احترام الإدارة المغربية لضمانات وحقوق الموظف العمومي الذي يشتغل بالخارج بمنطق السخرية بدون مراعاة نظرة المتتبعين الأجانب لمدى مصداقية أطروحة حقوق الإنسان وحقوق الموظف المغربي، مما يجعل سلوكات بعض المسؤولين القنصليين بمثابة مادة دسمة عن ضعف ثقافة احترام الحقوق الإنسانية عند الإدارة المغربية”.
ومن جهته، أكد جمال الدين ريان رئيس حركة المغاربة الديمقراطيين المقيمين بالخارج، أن قنصليات المملكة المغربية بالخارج لا تحترم لا تحترم العطل الرسمية وأيام الأعياد الوطنية، كما لا تحترم قوانين البلدان المضيفة فيما يتعلق بإغلاق أبوابها والتوقف عن العمل في أعيادها الوطنية والدينية تفعيلا للإتفاقيات الدولية في العمل الديبلوماسي والقنصلي، وخاصة اتفاقيات فيينا لسنة 1963 التي حرصت على احترام البلد المضيف في هذا الجانب.
واعتبر جمال الدين ريان أن أي مخالفة لهذه القواعد والأعراف الديبلوماسية يتعلق بفتح أبوابها يعد استهتارا ثقافيا وخطأ ديبلوماسيا بروتوكوليا مهما ومسا بسمعة المغرب واحترامه لصداقاته الدولية. مشددا على أن الاشتغال في أيام العطل بدون وجود مبرر موضوعي مستعجل، يعطي نظرة سيئة لنشطاء حقوق الإنسان الدوليين بما في ذلك المنظمات الحقوقية الأجنبية، عن مدى احترام الإدارة المغربية لضمانات وحقوق الموظف العمومي الذي يشتغل بالخارج بمنطق السخرة.
وشدد جمال الدين ريان على أن مثل هذه السلوكات الصادرة عن مسؤولي القنصليات المغربية بالخارج تجعل الفاعلين الحقوقيين والمدنيين في البلدان المضيفة يتساءلون لماذا التمثيليات القنصلية المغربية لا تحترم قوانين البلدان المضيفة، ولا حتى الإلتزام بالعطل الوطنية المغربية والدينية، وتجعلهم بمثابة مادة دسمة تؤكد ضعف ثقافة احترام الحقوق الإنسانية عند الإدارة المغربية.